بشار محمد أحمد العبيدى، ٣٠ عاماً، يعمل مهندس صوت، جاء إلى مصر منذ 15 عاماً لظروف الحرب: «جيت مصر سنة ٢٠٠٦ بعد الحرب بـ٣ سنوات، وارتحت لشعبها الطيب وعمرى ما حسيت إنى غريب فى بلدكم». فوانيس وزينة معلقة على أبواب الشقق والعمارات وفى الشرفات والشوارع أبهرت الشاب العراقى، فلم يكن يراها فى بلده، كما استمتع بأجواء السحور فى مصر، حيث الضحكات على الوجوه واللمة على الأكل فى الشارع.
«الناس هنا بتعاملنى برقى واحترام وتقدير، كأننا إخوات وده على كل المستويات، سواء فى الدراسة أو فى العمل أو فى الحياة اليومية، بحس إنى عايش فعلاً فى بلدى مش فى بلد غريب، مع العلم إنى سافرت سوريا وماعرفتش أقيم فيها، وكذلك الأردن وتركيا ماعرفتش أتعايش فيها» يقولها «بشار»، موضحاً أن أى شخص بإمكانه العيش فى مصر حسب إمكانياته، وهو ما جعله وآخرين يتحملون تأخر الإقامة نظراً لوجود وافدين كثر لأم الدنيا: «كمان شعبها وحكومتها الراقية مجرد ما بتعرف إنى عراقى بيتقال لى نوَّرت بلدك، وبيتم الترحيب بيا، درست هنا سنين الثانوية والجامعة، وكانت ١٥ سنة كلهم الحمد لله انبساط وسفر وعمل وتنقل، ومفيش حد بيقول لك رايح فين وجاى منين».
طقوس الإفطار تتشابه فى العراق ومصر، بحسب «بشار»: «الأسر هنا بتعزم بعضها أو الأصحاب بيتجمعوا ويفطروا مع بعض، سواء أصحاب شغل أو دراسة، وده موجود عندنا فى العراق، ولما جيت مصر اتعودت أجيب فانوس وزينة رمضان، وأعلقها على باب الشقة وفى البلكونة، واتعودت أتسحر فى الشارع مع أهلى أو مع الأصدقاء، سواء أصحابى أو ناس معايا فى الشغل».
أما عن طبيعة الأكل فى رمضان، يقول «بشار»: «الأكل مختلف هنا عن العراق فى رمضان أو غير رمضان، العراق يشتهر بالدولمة والبريانى وشيخ محشى وكبيبة وكبسة سمك مكسوف، أما مصر فبتشتهر بالحمام المحشى والملوخية وورق العنب وصينية البطاطس باللحمة، وطبعاً الفول له طقوس معينة فى شهر رمضان، ورغم بساطتها بس بتبقى حلوة ورائعة للغاية».
تعليقات الفيسبوك