كرم أهل المنصورة
ارتبطت صفة الكرم بأهالي «الشرقية» بعد «عزومة القطر» قبل 104 أعوام، وتحديدا في العام 1917، بعد تعطّل قطار يمر على قرية «أكياد» بمركز فاقوس قبل وقت الإفطار في رمضان بقليل، فخرج آنذاك أهالي القرية بطعام وشراب للصائمين على طول القطار، في صورة إنسانية رائعة تشير إلى التراحم والكرم في شهر الخير.
الواقعة ذاتها تكررت لكن في نطاق أصغر بكثير، بعد أن نشر حساب يدعى «أدهم أبو علي» منشورا عبر جروب «المنصورة» على فيس بوك، سأل فيها عن مطعم للإفطار به، بعد أن اضطرته الظروف للبقاء في المنصورة بعيدا عن منزله في الإسكندرية وقت الإفطار.
«غريب في المنصورة، حد يعرف مطاعم أفطر فيها».. كلمات بسيطة كتبها أدهم في منشوره، وتلقى عليها مئات التعليقات من أهالي المنصورة، الذين عرضوا عليه الإفطار في منازلهم وعدم الانتظار في الشوارع المزدحمة.
«فارس فهمي» أحد أعضاء جروب المنصورة، ترك رقم هاتفه على منشور أدهم، وطلب منه التواصل معه للإفطار في منزله، بينما كتب حساب باسم «زهرة المدائن»: «والله لو خبط على أي حد وقلت صايم كله هيفتح بابه».
لم تتوقف التعليقات هنا، حيث كتب «كريم علي»: «كلمني يا عم انت.. بيت أخوك مفتوح»، وعلق «أيمن الحسيني»: «اتفضل بيتك ينور ومفتوح في أي وقت وتحت أمرك، وتبقى عملت فيا جميل ومعروف لو شرفتني»، بينما علقت آلاء رضا: «تعالى عندنا عاملة أكل جميل والله، مكانك فين».
وكتب حساب باسم «محمود علي»: «كلمني خاص شرف لي تفطر عندي اليوم»، وعلق خالد الرمادي: «تشرفنا يا باشا ونفطرك ونسحرك كمان»، بينما علق أبو شهد: «حضرتك فين في المنصورة، ده رقمي رن عليا وهاجي أخدك تفطر معايا»، ومئات التعليقات الأخرى التي دعت أدهم للإفطار في منازلهم.
واحتفاء بما شهده المنشور من رحمة وكرم، أطلق رواد على فيس بوك هاشتاجا بعنوان «المنصورة أهل كرم»، أعربوا فيه عن فخرهم وامتنانهم بأنّهم من أهالي المنصورة، وعن سعادتهم بتفاعل أبناء المنصورة لمساعدة ابن مدينة الإسكندرية.
أدهم أبو علي، صاحب المنشور، أعرب عن سعادته البالغة بالتفاعل الكبير الذي حظي به منشوره، وأكد أنّه لم يتوقع كم هذه التعليقات والعزومات من أهالي المنصورة، الذين وجّه لهم الشكر وأعرب لهم عن سعادته بزيارة المدينة.
كان محمد أشرف، 35 عاما، أدمن جروب المنصورة، أنشأ
وأنشأ محمد أشرف (35 عاما)، جروب «المنصورة» عبر فيس بوك في العام 2018، ليكون جروب تواصل خدمي لأهل المنصورة والدقهلية، حيث يتبادل الأعضاء الأفكار والمعلومات عن المحلات التجارية والأماكن والاستفسارات العامة والاجتماعية.
تعليقات الفيسبوك