فتوى كنسية حول التبرع بالحيوانات المنوية والبويضات
الأنبا سرابيون
تداول عدد من الأقباط فتوى كنسية وردت في مقال للأنبا سرابيون، مطران لوس أنجلوس للأقباط الأرثوذكس، بالولايات المتحدة الأمريكية، حول التبرع بالحيوانات المنوية والبويضات، نشرت في مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت عنوان «الإنجاب من متبرع».
هل يجوز لزوجة أن تنجب من حيوانات منوية من متبرع مع موافقة الزوج؟
وقال الأنبا سرابيون: «الإنجاب بركة من الله للأسرة، لكن تعاني كثير من الأسر من مشكلة عدم الإنجاب. التقدم العلمي الطبي في مجال علاج مشكلة العقم فتح مجالات عديدة للأسرة للإنجاب، ومنها الإنجاب من متبرع. توجد في كثير من الدول بنوك للحيوانات المنوية والبويضات من متبرعين يمكن نقلها للزوجة الغير قادرة على الإنجاب سواء بسببها أو بسبب زوجها. وهنا يبرز السؤال: هل يجوز كنسيا مثلا لزوجة يعاني زوجها من العقم أن تنجب من حيوانات منوية من متبرع مع موافقة الزوج؟».
وأضاف مطران لوس أنجلوس: «الإجابة القاطعة هي لا يجوز، لأن هذا يعتبر زنا، فالله وضع للإنسان أن ينجب من خلال سر الزيجة المقدسة، فالله خلق الإنسان ذكرا وأنثى، وباركهم لكي يثمروا أي ينجبوا، فالإنجاب يكون بين رجل وامرأة يباركهما الله، وهذا أساس سر الزيجة المقدس. الالتصاق بين الزوجين في العلاقة الزوجية هو طريق الإنجاب، فأن دخل شخص ثالث غريب في هذه العلاقة فهذا يعتبر زنا، سواء كان ذلك بموافقة الزوج أو عدم موافقته، فالخطية هي تعدي على وصية الله وليس على وصية الزوج».
لماذا ترفض الكنيسة التبرع بالحيوان المنوي أو البويضات؟
وتابع الأنبا سرابيون: «البعض قد يقول ولكن الكنيسة توافق على التبرع بالأعضاء فلماذا ترفض التبرع بالحيوان المنوي أو البويضات؟، السبب أن هناك فرقا كبيرا.. فالحيوانات المنوية هدفها ووظيفتها هي الإنجاب، والله حدد طريقة الإنجاب كما ذكرنا، لكن (الكلية) مثلا وظيفتها في تنقية الدم لم تحددها وصية إلهية».
وأردف مطران لوس أنجلوس: «كما يعترض آخر قائلا إن الكنيسة تسمح بالتبني، والطفل المتبني هو من حيوان منوي وبويضة ليسا من الزوجين، فلماذا ترفض الإنجاب من متبرع؟، التبني هو تربية الطفل وليس إنجاب الطفل، والكتاب المقدس يشجع على تربية الأطفال اليتامى سواء من أقاربهم أو غير أقاربهم، وقد يكون ذلك في نطاق أسرة أو على مستوى أعم مثل الملاجئ. فيمكن لأسرة أن تتبنى طفلا سواء أكان لديها أطفال أم لا».
واختتم الأنبا سرابيون، قائلا: «التبرع فضيلة، ولكنه يتحول إلى خطية إن تعارض مع وصية الله، فالتبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات أو قبول هذا التبرع لمعالجة العقم أمر مخالف لوصية الله الذي منذ البدء وضع أن يكون الإنجاب من خلال أسرة من رجل وامرأة يباركهما الله في سر الزواج المقدس».