منذ نحو شهرين، حضر الهندوس بالهند احتفالا دينيا تضمن التكدس بأعداد رهيبة في نهر «الجانج» المعروف باسم «النهر المقدس»، ما نتج عنه أعداد قياسية لإصابات «كوفيد-19»، ووفيات لا تزال في ارتفاع مستمر بعد أزمة نقص الأكسجين والأدوية.
وفي ظل التحذيرات المستمرة من التجمعات بعد الكارثة الوبائية، لم يتعظ الكثيرين من سكان الهند، ليتجمعوا بأعداد كبيرة من أجل حضور جنازة حصان وتوديعه.
وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، كسر المئات من الهنود لوائح كورونا لحضور جنازة حصان وصفوه بـ«إلهي»، ينتمي إلى منظمة دينية في ولاية «كارناتاكا»، مما أدى إلى إغلاق السلطات القرية بأكملها يوم الأحد الماضي.
وشوهد مئات الأشخاص ينتهكون بروتوكولات السلامة الخاصة بـ«كوفيد 19»، بشأن التباعد وارتداء الأقنعة والتجمعات الكبيرة، من أجل إحياء جنازة حصان اعتبره القرويون «إلههم الحارس» ضد فيروس كورونا.
وأغلقت السلطات المحلية القرية بأكملها حيث وقع الحادث، وقالت إنها ستظل مغلقة لمدة 14 يومًا بينما يتم فحص القرويين ومراقبتهم بحثًا عن الأعراض.
وجرى إطلاق سراح الحصان البالغ من العمر 24 عامًا، قبل ثلاثة أيام من وفاته للتجول في القرية بحرية، اعتقادًا منه أن هذا من شأنه درء المرض وإنقاذ المنازل من الموجة الثانية من كوفيد التي دمرت الهند، وبعد وفاته اعتقد القرويون أن عليهم حضور الجنازة لتوديع الحصان وتهدئة غضب الآلهة.
وسجلت الشرطة شكوى، بموجب أقسام من قانون إدارة الكوارث وقانون كارناتاكا الوبائي، ضد القرويين الذين انتهكوا قواعد ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي أثناء الجنازة.
وجرى إجبار الحصان على التجول في القرية لدرء Covid-19 خلال الموجة الأولى أيضًا العام الماضي، وقال القرويون إنه لم تكن هناك حالة وفاة واحدة نتيجة للفيروس.
وقالت المنظمة الدينية التي ينتمي إليها الحصان، إنه عاد إلى الإسطبل في نحو الساعة الثالثة عصرًا يوم الخميس الماضي، ليجري العثور عليه ميتا يوم الأحد الماضي.
وقال مسؤول الصحة المحلي، موتانا كوباد، إنه جرى إصدار أوامر لهم بإجراء ما لا يقل عن 450 اختبارًا لفيروس كوفيد بين القرويين الذين حضروا الجنازة، لكن حتى الآن تم إجراء 25 اختبارًا فقط، مع عدم إصابة أي شخص.
ويقول الحكماء بالهند إنه في زمن الطاعون والكوليرا أيضًا، تُركت الخيول المغفل للمشي في القرية لحماية السكان، لذلك تم إطلاق سراح الحصان للحماية من كوفيد 19، فيما عبّر العديد على الإنترنت عن غضبهم من عدم مسؤولية القرويين وكذلك السلطات المحلية التي سمحت للناس بالتجمع في المقام الأول.
تعليقات الفيسبوك