"التصلب المتعدد " يسرق أعمار الشباب
يصيب الفئة العمرية بين 20 و40 عاماً.. والمضاعفات كارثية
مصابو المرض داخل جمعية رعاية «التصلب المتعدد»
التصلب المتعدد أو التصلب اللوحى «MS» واحد من أشرس الأمراض المناعية التى تصيب الجسم، ويتحول خلالها الجهاز المناعى من محارب للبكتيريا والأجسام الغريبة التى تحاول دخول الأجسام إلى ضرب الجهاز العصبى والإصابة بمضاعفات تصل للشلل وفقدان البصر فى بعض الأحيان.
حتى العقد الماضى، كان يصعب تشخيص المرض، وكانت حالة المريض تتدهور حتى الوفاة فى سن مبكرة، لكن فى السنوات الأخيرة، ومع وسائل التواصل الاجتماعى، أصبح التعريف بالمرض سهلاً وميسراً أكثر من المعتاد، ما دفع منظمة الأمم المتحدة إلى اعتبار يوم 30 مايو من كل عام يوماً للمرض الذى يطلق عليه «سارق الشباب»، لأنه غالباً يصيب الفئة العمرية بين 20 و40 عاماً. وعلى الرغم من أن الفئة العظمى من المرضى هم من الشباب، فإنه يصيب الأطفال وكبار السن فى بعض الأحيان، لكنه يصبح أكثر شراسة وعنفاً، وكلما تأخر التشخيص تدهورت الحالة بسرعة شديدة فى سنوات قليلة جداً، وقد تؤدى إلى العمى أو الشلل وعدم القدرة على التحكم فى الإخراج، وفشل الأعضاء الحيوية داخل الجسم.
«MS» يصيب ضحاياه بالشلل والعمى ويهاجم المخ والجهاز العصبي
يعيش مرضى التصلب اللوحى معاناة شديدة بسبب الهجمات التى يشنها الجهاز المناعى على الجهاز العصبى المركزى كأحد أشكال الخلل التى تصيبه، وهو ما يصيب المريض بأمراض عديدة مثل الشلل والعمى والتبول اللاإرادى، وهو الأمر الذى يتطلب التعامل مع المرض مبكراً منعاً للمضاعفات التى يمكن أن تحدث.
وقالت الدكتورة دينا زمزم، أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس، إن «MS» هو اختصار لـMultiple Sclerosis أو التصلب المتعدد، وجاءت التسمية لأنه يصيب أماكن مختلفة فى الجهاز العصبى المركزى، موضحة أن الجهاز المناعى يتعرف على الميكروبات ويعمل على التخلص منها، لكن فى هذه الحالة يحدث خلل فى المناعة، فتهاجم الجهاز العصبى المركزى وهو «المخ والحبل الشوكى بالفقرات».
وأضافت أن هذا الخلل يؤدى إلى تآكل الغشاء النخامى أو غلاف الميلين الحامى للألياف العصبية، ما يسبب خللاً فى نقل الإشارات العصبية، ويسبب مشكلات فى التواصل بين العقل وباقى أعضاء الجسم تعوق الشخص عن المشى أو الكتابة وغيرها من الأمور العادية، ويؤدى إلى ضعف شديد فى الذاكرة، وبطء فى تكوين الأفكار وتبلد القوى العقلانية والعاطفية بشكل عام، كما يمكن أن يتسبب المرض فى تدهور الأعصاب نفسها أو تلفها بشكل دائم.
«الصحة العالمية»: 2.5 مليون مريض على مستوى العالم
وتؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية المعلنة أن أعداد المصابين بالـ«MS» تقدر بنحو 2.5 مليون مريض على مستوى العالم، وحسب دراسة للدكتور ساهر هاشم، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، عام 2017، فإن عدد الإصابات بمصر 25 مصاباً لكل 100 ألف، أى أن أعداد المصابين بالتصلب المتعدد تصل إلى 25 ألف مصاب، فى حين أن جمعية رعاية مرضى التصلب المتعدد تؤكد أن أعداد المصابين المسجلين 22 ألفاً، أما الأعداد غير المعلنة فتصل إلى 70 ألفاً على الأقل، فى ظل غياب الأرقام الرسمية وعدم تشخيص المرض فى بداياته بصورة صحيحة.
وتشير تقديرات «أطلس إم إس» إلى أن المصابين حول العالم يقدرون بنحو 2.8 مليون مريض وبهذا تكون تقديرات الإصابة فى مصر 60 ألف مريض على الأقل، ويمكن أن يصل العدد إلى 70 ألفاً.
وحسب دراسة تم إجراؤها فى قسم الأمراض العصبية بجامعة القاهرة، فإن متوسط الإصابة بمرض التصلب المتعدد فى مصر هو 26.6 عام، ويمكن أن يزيد أو ينقص بحوالى من 8 إلى 10 أعوام.
كما أن معدل الإصابة بين السيدات ضعف الرجال، لأن نسبة إصابة المرأة 2.11 سيدة لكل رجل، وتصل نسبة حدوث الانتكاسة إلى 75.1%.
وتوجد فى مصر جمعية وحيدة لدعم مرضى «MS» بدأت على استحياء عام 2004 كفكرة، ثم موقع إلكترونى ناطق باللغة العربية، حتى أصبحت الآن جمعية مشهرة من وزارة التضامن تضم 24 ألفاً و600 شخص بين مريض وأهالى وأطباء، حسب تأكيدات المهندس أحمد درويش، نائب رئيس الجمعية وأحد مؤسسيها الأوائل.
وقال «درويش»، لـ«الوطن»، إن مرض «MS» هو فى الأساس مرض مناعى، ولا يوجد علاج له، وهناك أدوية تعمل على تأخير تطور المرض، وتحمى من شدة الهجمات، ويوجد عالمياً نحو 15 علاجاً للمرض.
فى السنوات الأخيرة بدأت الدولة فى إدخال مرضى «MS» ضمن خطة العلاج على نفقة الدولة، وهى تقوم بتوفير أكثر من 8 أنواع، يمكن صرفها من أكثر من مستشفى منها «الدمرداش» التابع لكلية طب عين شمس، و«الحسين الجامعى» التابع لطب الأزهر، و«طب قصر العينى»، و«زايد آل نهيان» بمنشية ناصر، و«معهد ناصر»، و«ناريمان» بمحافظة الإسكندرية، و«مستشفى كفر الشيخ العام»، و«المنصورة الدولى».
«درويش»: الدعم النفسي يفرق كثيراً مع المرضى
وأشار «درويش» إلى أن أهم أنواع الدعم الذى تقدمه الجمعية للمرضى هو الدعم النفسى، لأن «نوبة MS» قد يتعرض فيها المريض لمشكلات صحية كبيرة، مثل الشلل أو العمى المؤقت، موضحاً أنه خلال الأوقات العادية يكون هناك ألم بسيط فى أجزاء متفرقة من الجسم، والدعم النفسى من خلال المتخصصين يفرق كتيراً مع المرضى، وهذا يتم بتنظيم رحلات وبرامج ترفيهية مجانية لأعضاء الجمعية، وعلى الأخص من صغار السن، مع مرافقيهم وذويهم، ويتم توفير الأدوية، خاصة لمن تم تشخيصهم حديثاً، لحين إصدار قرار علاج على نفقة الدولة، ودعم للتحاليل والأشعة التى يحتاجها المرضى بشكل دورى.
«شعراوي»: ننظم قوافل طبية لمحافظات الصعيد
وأضافت الدكتورة مى شعراوى، أستاذ الرمد بجامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة جمعية رعاية ورئيس الاتحاد الدولى لمرضى التصلب المتعدد، أن الجمعية ساهمت فى إنشاء وحدات متخصصة «إم إس» فى عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة، ويتم عمل قوافل طبية فى محافظات الصعيد، بالإضافة لوجود متطوعين فى أغلب المدن، لتوجيه المرضى للحصول على العلاج والأشعة، كما يتواصل عدد كبير من الأطباء مع المرضى للرد على استفساراتهم من خلال الصفحة الرسمية للجمعية على مواقع التواصل الاجتماعى على مدار اليوم، موضحة أن القائمين على أنشطة الجمعية فى الأساس مرضى تصلب متعدد.
أسبابه
نقص فيتامين «د» بالجسم قد يكون سبب الإصابة بالتصلب المتعدد على حسب اعتقاد العلماء
أعراضه
تختلف من شخص لآخر وتتراوح من التنميل للشلل أو العمى المؤقت
آثاره
يؤثر على القدرات الجسمانية للمريض والإدراك العقلى فى كثير من الأحيان
ارتفاع حرارة الجو قد يكون سبباً فى حدوث نوبات لمرضى التصلب تصل لشلل فى بعض الأحيان
مرض مزمن يؤدى إلى الشلل والعمى ولكنه نادراً ما يؤدى للوفاة