المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: نحرص على خدمة اللاجئين بكل السبل
منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 10 سنوات وتحديدا في عام 2011، واجه السوريون أوضاعا صعبة في بلادهم، مما اضطر عددا كبيرا منهم لمغادرة بلادهم، بحثا عن ظروف معيشية أفضل في دول أخرى، ومع هذه الأزمة بادرت المؤسسات المعنية بشؤون اللاجئين حول العالم لصرف معونات والعمل على تهيئة ظروف ملائمة للأسر السورية في كل الدول ومن بينها مصر.
وتعد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هي المنظمة الوحيدة التي تقدم خدمات التسجيل والتوثيق لطالبي اللجوء واللاجئين في مصر، بعد ذلك يمكن للأفراد الحصول على تصريح الإقامة الخاص بهم بالتواصل مع السلطات المصرية.
ولكن خلال الفترة الماضية، فوجئ عدد كبير من السوريين الموجودين في مصر، برسائل على هواتفهم المحمولة، تبلغهم بتوقف المعونة التي كانوا يحصلون عليها، أو تخفيض نسبة كبيرة منها، الأمر الذي أدى لتعجب وغضب بعض السوريين من الأمر.
ردا على حكايات السوريين عن قطع معونة برنامج الغذاء العالمي، والتي رواها السوريون لـ«الوطن»، شرحت رضوى شرف، من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر، طبيعة العمل داخل المفوضية تجاه خدمة اللاجئين بشكل عام: «تبدأ الحماية الدولية لطالبي اللجوء واللاجئين في مصر بالقبول بالتسجيل والتوثيق من قبل المفوضية، حيث نساعد تسجيل اللاجئين وتحديد هوياتهم وإعداد سجل بوضعهم في حماية اللاجئين من الإعادة القسرية والاعتقال التعسفي والاحتجاز، كما نساعد في تسهيل وصول الخدمات المختلفة والمساعدة للاجئين».
وأشارت «رضوى» إلى إن المفوضية تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات للاجئين لا تقتصر فقط على المساعدات الغذائية: «المفوضية تقدم مساعدات مختلفة للاجئين، منها التسجيل وتوثيق طالبي اللجوء، الخدمات القانونية من خلال الشركاء القانونيين، المساعدة المالية المحدودة للاجئين وطالبي اللجوء الأكثر احتياجا، الرعاية الصحية الأولية، ورعاية الطوارئ، والرعاية المتخصصة، ورعاية الأمراض المزمنة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء المحليين».
وحول حديث بعض اللاجئين السوريين عن انقطاع المعونة، قالت رضوى: «من قبل تفشي فيروس كورونا، كان غالبية اللاجئين في مصر، وليس السوريين فقط يُعدون من الفئات الأكثر احتياجًا، حيث كان سبعة من بين كل 10 لاجئين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وبعد تفشي الجائحة، فقد الكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء مصدر دخلهم، ومن ثم وجدوا صعوبة أكبر في تلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، ولذلك تقوم المفوضية بتقديم مساعدات مادية للفئات الأكثر احتياجًا وفقًا لإحصائيات تحديد الوضع التي تقوم المفوضية بإجراءها دوريًا لضمان وصول المساعدات لمستحقيها».
وضربت رضوى مثالا بالاهتمام القوي الذي توليه المفوضية تجاه اللاجئين في مصر، ومن خلال توقيع المفوضية في عام 2016، مذكرتي تفاهم مع وزارة الصحة تبرعت خلالهما المفوضية بما يزيد من 2 مليون دولار، على شكل معدات طبية حديثة من ضمنها أجهزة للكشف المبكر عن أورام الثدي، و70 سريرا، ووحدات عناية مركزة وأجهزة تنفسية مع تجهيز عدد من المرافق الصحية في مختلف المحافظات، وذلك لينتفع منه المواطن المصري واللاجئ على حد سواء، وقالت: «كذلك تقدم المفوضية المنحة التعليمية تقدم لأسر اللاجئين وطالبي اللجوء الذين لديهم أطفال مسجلين بالمدارس الحكومية وتقدموا بطلبات للحصول عليها».
وأكدت «رضوى» أن أزمة فيروس كورونا كانت لها تأثيرات سلبية على نسب المساعدات التي تتلقاها المفوضية، ومع ذلك واصلت المفوضية صرف مساعداتها النقدية الشهرية متعددة الأغراض إلى 42 ألفًا و325 شخصًا من الفئات الأكثر احتياجا: «لم نتوقف ولو للحظة واحدة عن المساعدة في التخفيف من المخاطر التي تتعلق بالحماية تجاه الوافدين الجدد والحالات ذات الاحتياجات الخاصة، وتم دعم 11.440 فردًا، على أساس مؤقت، بمساعدة نقدية إضافية تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر».
وبحسب الأرقام، فالمفوضية نجحت بالتعاون مع القطاع الخاص في دعم أكثر من 6000 فرد من خلال إعطاء الأولوية لمن لديهم أمراض أو إعاقات مزمنة، وقالت رضوى: «بداية من شهر مايو 2020، تم صرف مساعدات نقدية لأكثر من 3000 من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، لضمان حمايتهم، إلى جانب دعم 42.930 طالب وطالبة بمساعدات نقدية تصرف لمرة واحدة، كما تم صرف مساعدات سبل العيش النقدية لدعم 344 حالة لمرة واحدة فقط وتم زيادة المساعدة النقدية لشهر مايو وشهر سبتمبر بمنحة إضافية لمستلزمات النظافة، في محاولة لتخفيف الضرر عن الأشخاص الأكثر تضرراً من الجائحة وتداعياتها».
ولا تقتصر المساعدات التي تقدمها المفوضية للاجئين على الشكل المباشر بحسب رضوى، بل أن المفوضية تقدم دعما إضافيا لبعض شركائها من المنظمات غير الحكومية لشراء مواد النظافة والتعقيم لتقديمها للاجئين: «اقترن ذلك بتوزيع منتجات النظافة والتعقيم كمنحة من شركات خاصة، وقد تم توزيعهم على أسر اللاجئين والأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في القاهرة الكبرى من خلال شركاء المفوضية، وقامت المفوضية، في شهر رمضان، بالتعاون مع مبادرة عربية الخير بتوزيع وجبات إفطار لعدد من اللاجئين وطالبي اللجوء».
واعتبرت رضوى أن المفوضية ركزت بشكل كبير على الخدمات الطبية: «تركز المفوضية على تقديم الخدمات الطبية، من خلال العمل بشكل دائم لضمان وصول الرعاية الصحية لكل اللاجئين، حيث يركز برنامج الصحة العامة للمفوضية علـى الرعاية الصحية الأولية ويدعم الرعاية الصحية مـن المرتبتين الثانية والثالثة والرعاية الصحية المنقذة للحياة».
ومن خلال شركائنا، نقـدم أيضا الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون مـن الأمراض المزمنة ونقـدم الدعم للصحة النفسية الاجتماعية والعقلية والرعاية الثانوية».
أما الجانب الثاني الذي تركز عليه المفوضية، هو توفير فرص عمل باعتبارها السبيل الدائم لحماية تلك الأسر من الاحتياج أو تدهور حالها: «تعمل المفوضية على توفير مساعدات سبل كسب الرزق المستمرة، فيتم مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء على إعالة أنفسهم وأسرهم من خلال تزويدهم بالتدريب ومساعدتهم في إيجاد سوق لمهاراتهم وسلعهم، كما تعمل على توفير الفرص المختلفة المتاحة لتنمية مهاراتهم أو تطوير إمكانياتهم، بالإضافة إلى ذلك، توفر المفوضية مساعدة في فصل الشتاء في شكل مساهمة مرة واحدة تقدم سنوياً للاجئين الأكثر احتياجا».
الدعم القانوني والنفسي من السبل المهمة لحماية اللاجئين وضمان استمرارهم في حياة كريمة مع ذويهم، هو أيضا أحد الجوانب التي تركز عليها المفوضية بحسب رضوى: «تقدم المفوضية للاجئين وطالبي اللجوء الذين عانوا من ظروف قاسية في بلادهم الأصلية أو خلال رحلتهم نحو بلد الاستضافة، خدمات قانونية ودعم نفسي والاجتماعي للحالات لضحايا العنف الجسدي والعنف القائم على الجنس والفئات المستضعفة كالأطفال غير المصحوبين بذويهم وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وفئات أخرى من خلال شركائها المختصين».
تعليقات الفيسبوك