يروج الإخوان منذ نحو أسبوعين، أو يزيد، أخباراً عن مبادرات صلح واتصالات ومفاوضات مع النظام، ويعتمدون فى ذلك على أن الدولة باتت مرهقة وأصبحت فى وضع يجبرها على قبول صلح بأى وسيلة، ويساعدهم فى الترويج لذلك أنفار نشطاء وسياسيو الغبرة، استناداً إلى أن «مش كل الإخوان وحشين.. دول برضه مصريين.. وفيهم ناس غلابة وطيبين.. ولازم ندمجهم».
لا أحد بالتحديد قادراً على إحصاء أعداد الإخوان فى مصر، لكنهم فى جميع الأحوال لا يزيدون حسب تقديرى على 50 ألف شخص، يمثلون القواعد الفعلية للتنظيم، بمن فيهم الخلايا المسلحة «أنصار بيت المقدس والقاعدة والدواعش الجدد»، ومعظم العناصر توقفت عن العمل السياسى، تاركة اللعبة للأجنحة المسلحة لتنفذ عمليات ضد الشعب.
هؤلاء الـ50 ألفاً كانوا وراء كل الخراب الذى عشناه بعد إسقاط مبارك حتى اليوم، ويتفقون جميعاً على فكرة أن الوطن هو الدين وليس مصر، لذلك كان سهلاً عليهم استباحة دماء الشعب وممتلكاته، وفى سبيل دولة الخلافة أسقطوا ما يزيد على 1500 قتيل من المواطنين والعاملين فى مؤسسات الجيش والشرطة، ونفذوا عمليات إرهابية استهدفت مصالح حكومية ومرافق ودور عبادة وممتلكات خاصة بين منازل ومتاجر.
وعلى الرغم من تاريخ الإخوان الملطخ بدماء الأبرياء، يزعم تجار المصالحة أن بينهم «ناس طيبين». تخيلوا، القتلة والإرهابيون الذين يغتالون جنودنا فى سيناء كل يوم فيهم «ناس طيبين»، والذين استباحوا حدودنا وفتحوها للقتلة المأجورين حتى حولوا سيناء إلى جحيم على أهلها فيهم «ناس طيبين»، والذين تحالفوا مع حماس للاستيلاء على سيناء كوطن بديل، فيهم «ناس طيبين»، والكذابون المنافقون المخادعون اللصوص المتاجرون بالأرض والعرض والدم والدين فيهم «ناس طيبين»، والذين نشروا الفتنة فى البلاد من شمالها إلى جنوبها، فدنسوا مساجد الله وكفّروا المسلمين، وأحرقوا كنائس وأباحوا دم المسيحيين فيهم «ناس طيبين»، والذين حولوا البلاد إلى زريبة يرتع فيها بلطجية الثمانينات والتسعينات الخارجون من السجون والعائدون بأيادٍ ملطخة من أفغانستان وباكستان وسوريا فيهم «ناس طيبين»، والذين تحرشوا بالنساء وهتكوا عرض البنات وألقوا بأطفالنا من الأسطح ومثلوا بجثث ضحاياهم وفصلوا رؤوس الناس فيهم «ناس طيبين»!!
هذا عن تجار السياسة ومن يروجون للمصالحة مع القاتل. ماذا إذن عن النظام، الذى يطلق تصريحات مائعة بين حين وآخر عن إمكانية المصالحة مع من لم تتلوث أياديه بالدماء، ويتغاضى عن حقيقة أن هذا الذى يتحدث عنه هو مجرد قاتل يؤمن بمبادئ فقيه القتل سيد قطب، لكنه لم يجد الفرصة لإشباع رغبته فى التفجير والذبح؟
كل إخوانى هو مشروع قاتل ينتظر الفرصة. وأى حديث عن مصالحة مع هؤلاء سيكون رقصاً فوق جثث الأبرياء. نحتاج من النظام تعهداً معلناً واضحاً جازماً بعدم الصلح، بعيداً عن الكلمات الإنشائية. ولن نخسر شيئاً إذا هاجر 50 ألفاً، أو دخلوا سجوناً تليق بجرائمهم.