«أجيال منتجة ذات انتماء».. كيف تؤثر مشروعات السكن الجديد على الأفراد؟
بعد افتتاح الرئيس عددًا من المشروعات السكنية في مدينة بدر
روضة السيدة- تطوير العشوائيات
منذ توليه رئاسة الجمهورية، بات بناء الإنسان أولوية كبيرة جدًا لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة المسؤولين بالدولة، حيث تسعى الحكومة لتوفير مستوى جيد من الرفاهية للمواطنين من سكان المناطق الخطرة والعشوائية، فالدولة لا تكتفي بتعويضهم بالحق في السكن بمنزل فقط وإنما تمدهم بالمرافق والخدمات الترفيهية من ملاعب وحمامات للسباحة ومراكز ثقافية ومكتبات بما يصب في بناء شخصية الإنسان المصري.
ولا تزال افتتاحات المشروعات السكنية الداعمة للمواطنين على رأس أولويات القيادة السياسية بما يُعد طفرة غير مسبوقة في قطاع الإسكان بمصر، لخلق جيل ناشئ ذي شخصية سوية دون معاناة أو مشكلات نفسية، وهو الهدف الذي تسعى إليه الدولة من تنفيذ المشروعات القومية ومشروعات الإسكان الجديدة التي تنفذها الدولة، بحسب ما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته، اليوم، خلال افتتاح عدد من المشروعات السكنية المتنوعة في مدينة بدر، موضحًا أنَّه لا يوجد عائد للدولة مما تقوم به من مشروعات سوى تغيير حياة الناس.
السكن الكريم وتغيير نفسية الأجيال القادمة
كيف تساعد مشروعات الإسكان الجديدة وجهود الدولة في القضاء على العشوائيات في تغيير نفسية الأجيال الكبيرة بعد سنوات المعاناة؟
الدكتور إيهاب الخراط، استشاري الطب النفسي، بدأ حديثه لـ«الوطن» بالإشارة إلى أن هناك تجارب عالمية أثبتت تأثير بيئة الحياة على معدلات العنف والجريمة، فكلما زادت المعاناة المعيشية ارتفعت ميول العنف، والعكس كلما جرى التخلص من كل مظاهر القبح والمعاناة زادت معدلات الإنتاج وانخفضت معدلات الجريمة والدافع هنا نفسي في المقام الأول.
لا شك في أن المكان الذي يعيش فيه الفرد ينعكس على الشعور بقيمة الذات كما ينعكس أيضًا على القدرة بالحس الجمالي والفني من عدمه، وبحسب وصف الخراط، إذا نشأ الفرد في بيئة تتيح الإبداع وممارسة الأنشطة الفنية والرياضية لن يحتاج إلى العنف لتنفيس طاقاته، خاصة في فترة الشباب، ولذلك اهتم الرئيس بتلك النقطة من خلال توفير سكن كريم مع تزويده بالمرافق والخدمات الترفيهية لبناء شخصية الإنسان.
البيئة المحيطة تؤثر على الحالة النفسية للأفراد
من جانبه، أكد الدكتور ميلاد منير، المعالج النفسي الإكلينيكي، وباحث دكتوراه في الصحة النفسية، أن البيئة المحيطة تؤثر على صحة الإنسان النفسية، وبالتالي فإن العشوائيات تخلق أجيالاً تعاني نفسيًا وتنعكس سلوكياتها على المجتمع ككل.
وتابع منير في حديثه لـ«الوطن» بالتأكيد أن المنظر الجمالي الحضاري يساعد الفرد على تحسين حالته النفسية والمزاجية، مما يعطيه دافعية للإنتاجية، ما يترك أثرًا على المجتمع ككل:«هيطلع أجيال منتجة مش أجيال عنيفة»، بحسب تعبيره.