العيادات غير المرخصة.. «أوكار نصب» تبيع الوهم بـ10 جنيهات
«10 جنيهات فقط تضعك على قائمة الرشاقة»، عبارة مكتوبة على لافتة دعائية لأحد مراكز التجميل الخاصة، معلقة على أعمدة الإنارة فى شارع المستشفى بمنطقة الطالبية بالهرم، تلفت انتباه المارة، خصوصا السيدات، لجذبهن للتردد على المركز.
إحساس الجمال يدفع بالسيدات قليلات الحيلة للجوء إلى تلك المراكز التى انتشرت، دون تراخيص، بعضها يدون لافتات الدعاية الخاصة به بأسلوبه، ويضع أرقام هواتفه الخاصة عليها، بالمخالفة للقانون.
عشوائية التجميل لا تنتهى؛ فالتخسيس والتكبير وزراعة الشعر هى الأشهر فى عالم «التجميل»، من حيث سعى كثيرات إليها، وهوس الوزن المثالى يسيطر على أغلب السيدات، بل يمتد الأمر أحيانا إلى الرجال، ولشهرتها هذه سحر يجذب جميع المراكز المبتدئة وغير المرخصة بالإعلان عنها، ربما لأن الأمر لا يتطلب فى كثير من الأحيان إجراء جراحات، ويعتمد فى ذلك على استخدام أدوات تجميلية، لا تحتاج إلى تدخل جراحى، مثل «الليزر» و«البوتوكس» وغيرهما من الأدوات، ليصبح التجميل بذلك وهماً يسعى إليه الفقراء على قدر أموالهم. [Quote_1]
وتختلف إعلانات مراكز التجميل باختلاف المناطق؛ فاللوحات الراقية ذات الألوان المبهرة تتصدر شوارع الدقى والمهندسين ومدينة نصر والمعادى، لتكون وسيلة إعلان جيدة لراغبى الرشاقة ونضارة البشرة وضبط أحجام أجزاء الجسم بين سكان المناطق الراقية، ويصبح معها الجمال سلعة تختلف باختلاف المناطق المعروضة فيها، فجراحات التجميل تتكلف آلاف الجنيهات وقد تفوق تكلفة الجراحات الطبية.
التصفح على الإنترنت وسيلة تستهوى الشباب الباحثين عن التجميل بمختلف رغباتهم، فتكون النتائج بحسب الطلب؛ فأشهر مراكز «شفط الدهون» و«زراعة الشعر» تتصدر مؤشر البحث، ليصبح الجمال هوسا يبحث عنه كثيرون ويضع بعضهم تحت رحمة مراكز غير متخصصة، تسعى إلى الشهرة، عبر دعاية وهمية.
ويؤكد الدكتور عبدالرحمن عوضين عضو الجمعية المصرية لجراحى التجميل، أن كثيرا من مراكز التجميل يمارس عمليات نصب على مرتاديها؛ إذ يستغل البعض أدوات التجميل، التى تُستخدم فى التجميل دون جراحات، مثل الليزر والبوتوكس والفيلرز دون الحصول على شهادة طبية بممارسته للمهنة، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر، فى ظل ضعف الرقابة على تلك المراكز، لافتا إلى أن هناك فرقا بين التجميل وجراحة التجميل؛ فالأخيرة مهنة طبية تشمل أشياء كثيرة، من ضمنها جراحات لعلاج التشوهات والعيوب الخلقية وعمليات تجميل الثدى والأنف وغيرهما من أعضاء الجسد، التى يستوجب تجميلها تدخلا جراحيا.
وأشار عوضين إلى أن الجمعية المصرية لجراحى التجميل لجأت إلى وزارة الصحة لوضع ضوابط محددة للفصل بين المراكز الوهمية والمراكز المعتمدة، عن طريق شهادة كرتونية لها شكل مميز، لكل عضو عامل بالجمعية المصرية لجراحى التجميل، وتسمح للأطباء بممارسة المهنة، على أن تتصدر تلك الشهادة كل مركز متخصص للتجميل، وهو ما يفصل بين المراكز المعتمدة والوهمية، ولفت «عوضين» إلى ضرورة توعية المواطنين بخطورة عمل تلك المراكز غير المرخصة، من أجل وقف النصب الذى يُمارس عليهم تحت اسم «مراكز للتجميل».
نموذج الشهادة المعتمدة لجراحى التجميل
أخبار متعلقة:
بيروت تسحب بساط"التجميل"من القاهرة
«التجميل» فى مصر.. رفاهية المشاهير وحلم الفقراء وتجارة النصابين
«الحسين الجامعى».. عندما يجتمع الفقر والجمال فى مكان واحد
عضو «الدولية لتاريخ الطب»: جراحة التجميل.. علم فرعونى أصيل
خبراء: «التجميل» كان للصفوة وأصبح شعبياً.. والحكومة تتجاهل «جراحات الفقراء»
الخبير العالمى د. أحمد نورالدين: الدولة لا تدعم السياحة العلاجية.. وتكلفتها فى مصر الأرخص بين دول العالم
رئيس «المؤسسات العلاجية»: أغلب مراكز التخسيس تعمل دون ترخيص
العيادات غير المرخصة.. «أوكار نصب» تبيع الوهم بـ10 جنيهات