«سالم» بين اختيارين: يتعالج من السرطان أو يشتغل عشان بناته.. اختار بناته
«مافيش قدامى غير إنى أكمل علاجى، أو أشتغل عشان عيالى»، خياران أمام «عم سالم» لا ثالث لهما، فإما أن يعالج نفسه من مرض السرطان اللعين ليبقى على قيد الحياة، وإما أن يخرج للعمل ويترك طوابير العلاج من أجل أسرته التى تحتاج إليه أشد احتياج بعد وفاة الأم.
على رصيف «سوق الثلاثاء» بالجيزة، وقف الرجل الأربعينى بعربته الحمراء، يمسك بين يديه حبات البلح، شارداً فى حاله، متذكراً رحلة طويلة من العلاج الشاق لم تنتهِ إلى شفاء: «عندى سرطان فى الدم وفضلت 3 سنين أتعالج ومابقتش أشتغل، لقيت حالتى بتسوء كل يوم من وقفة الطابور عشان جرعة كيماوى واحدة، مرة ألحقها ومرة أمشى من غير ما آخدها»، قرر «سالم» أن يترك رحلة العلاج نهائياً، بعدما توفيت زوجته التى كانت تتحمّل مسئولية الإنفاق على الأسرة: «مالقتش قدامى غير إنى أستسلم للموت عشان أعرف أجيب رزق عيالى، لأنى ورايا أورطة بنات لازم أسترهم عشان مالهمش حد غيرى من بعد أمهم».
ضيق حالته المادية، لم يدفعه إلى قبول مساعدة جيرانه له وقرر أن يخرج إلى العمل، متحملاً مسئولية أسرته: «وقتى مابقاش ملكى، مابقاش قدامى غير إنى أسهر ليل نهار عشان أجيب القرش واموت وأنا مطمئن على بناتى أنهم عارفين يعيشوا، ومش عشان أنا محتاج أمد إيدى لحد وعمرى ما أقبل فلوس ماتعبتش فيها»، مضيفاً: «أهل الحتة كلهم بيحبونى وعايزينى أكمل علاجى، واللى عايز يساعدنى بجد ييجى يشترى منى ويدعيلى ربنا يكمل فى عمرى عشان بناتى، ولو على تعبى، فربنا رحيم».