مليونية رفض الإرهاب
هل يعقل ما نراه من هذا المناخ الإرهابى الغادر الذى يضرب مصرنا العزيزة الغالية والذى فاق كل الحدود، وتجاوز كل التصورات؟ وهل يمكننا استيعابه بالفعل وتصور أبعاده ونحن نراه ينهش فى أجساد خير جنود الأرض وخير شبابها؟ إنه إرهاب مدبر وملوث بأموال الخائنين فى الخارج والداخل، فلا خلاف أن المصريين جميعاً عاشوا أسوأ لياليهم فى ليلة الجمعة الشريفة الطاهرة الماضية جمعة الهجرة النبوية، بعد أن رأوا بأعينهم إلى أى حد وصل الإرهاب الأسود فى مصرنا الغالية، وإلى أى مدى وصلت أياديه القذرة، ووصل الكفر والجبن والخداع والخيانة بهؤلاء المرتزقة الكفرة إلى أبعد مداه، وهم الذين يعيشون بيننا، ويسيرون فوق أطهر أرض فى الوجود أرض سيناء المقدسة التى تجلى الله فيها على نبيه موسى من فوق جبل الطور، ومر بها نبى الله عيسى بن مريم وفتحها الصحابى الجليل عمرو بن العاص فى زمن الفاروق، فهل يعقل أنه فى مثل هذه الليلة المباركة، ليلة السنة الهجرية الجديدة، تسفك الدماء على أطهر أرض فى أطهر شهر من الأشهر الحرم، شهر المحرم، لأطهر جيش من جيوش الأرض جميعاً؟
إننى أريد أن أدعو المصريين جميعاً من نافذة هذه الجريدة الغراء جريدة «الوطن» إلى النزول إلى الميادين فى الجمعة المقبلة، لنوجه إلى هؤلاء المرتزقة رسالة بأننا نمقتهم ونكرههم ونرفضهم بيننا، ونرفض إرهابهم الأسود، وراياتهم السوداء ونتمسك بمصرنا (المدنية) الموحدة ونعتز بمفهوم الدولة، التى تجمعنا كلنا فى أطهر بقعة من بقاع الأرض.
إن هؤلاء التكفيريين الضالين والمضللين لن يردعهم سوى أن يروا شعب مصر بكل طوائفه، متوحداً من جديد فى ميادينه تحت قيادته، رافضاً منهجهم الإرهابى المدمر، رافعاً صوته برسالة رفض لوجودهم على أراضينا المقدسة، معلناً وحدته، وحبه للسلام والاستقرار، ولعن الله من زرعهم بيننا فى تلك السنة الكبيسة التى حكمنا فيها الإرهابيون الجدد، ظناً منهم أنهم يبنون دولة الخلافة العادلة ليتضح فى النهاية أنهم يبنون دولة الإرهاب الزائلة.