اعرف حدود وضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة على النت.. عشان متغضبش ربنا
حدود العلاقة بين الرجل والمرأة على الإنترنت
نظم الإسلام ضوابط وحدودا للتعامل بين الرجال والنساء، ولكن مع ظهور شبكة الإنترنت العنكبوتية بكل مواقع التواصل المختلفة التي تتيح للجميع التواصل، بدأ البعض يبحث عن حدود العلاقة بين الرجال والنساء على الإنترنت وضوابط هذه العلاقات، ويعرض «الوطن» في هذه السطور حدود وضوابط العلاقية بين الجنسين على الإنترنت.
حدود العلاقة بين الرجل والمرأة
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن حدود العلاقة بين الرجل والمرأة معالمها ثابتة في الشرع الشريف، سواء أكان ذلك في الواقع الحقيقي أم الواقع الافتراض، وهي علاقة قائمة على التكامل والاحترام والتقدير وليس على الصراع والتنافس واقتناص الفرص، فكل ما يجوز في الواقع الحقيقي يجوز في الواقع الافتراضي وكل ما يحرم في الواقع الحقيقي يحرم كذلك في الواقع الافتراضي.
وأضاف أستاذ الثقافة الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنه ولا يخلو حال الرجل مع المرأة، إما أن تكون محرما له يعني يحرم عليه الزواج منها حرمة أبدية وهذه لا بأس عليه في التعامل معها سلاما ومصافحة ومحادثة والمحرمات وردت في آية النساء «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَٰتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَٰتُكُمْ وَعَمَّٰتُكُمْ وَخَٰلَٰتُكُمْ وَبَنَاتُ ٱلْأَخِ وَبَنَاتُ ٱلْأُخْتِ وَأُمَّهَٰتُكُمُ ٱلَّٰتِىٓ أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَٰعَةِ وَأُمَّهَٰتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَٰٓئِبُكُمُ ٱلَّٰتِى فِى حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱلَّٰتِى دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَٰٓئِلُ أَبْنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلَٰبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ ٱلْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا»، أما الحرمة المؤقتة مثل أخت زوجته وخالتها وعمتها ونحو ذلك فهي ليست كالمحرمة على الأبدية ليطمئن عليها وليسأل عنها وليؤد حقها لكن تكون محجبة ومستترة ولا يرى منها إلا الوجه والكفين فقط بالحجاب الشرعي، كما في حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه».
حدود العلاقة بين الرجل والمرأة على الإنترنت
وأوضح «الصاوي»، أن المرأة الأجنبية وهي التي ليست محرما للرجل يعني كل من يجوز للرجل أن يتزوجها الآن أو مستقبلا وقد وضعت لها الشريعة حدودا لصيانة المرأة والرجل على حد سواء يحكمها قوله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ»، ولا مانع طبعا من التعامل الراقي المحترم فيما بينهم، فالشريعة ما جاءت لقطع العلاقات لكن لصيانتها وحمايتها وسلامتها فقد يكونا زميلين في الدراسة يحضران معا في فصل دراسي أو قاعة بالجامعة وتقتضي هذه العلاقة نوعا من التعامل الآمن في قضايا العلم ومسائله مثلا فلا حرج في ذلك طالما انتفت الخلوة بينهما، وكان ذلك في مكان عام أمام الزملاء والزميلات في حرم الجامعة مثلا فلا حرج في ذلك لو كانا زميلين في مؤسسة واحدة مثلا تقتضي طبيعة العمل التعاون فيما بينهما فلا مانع في ذلك طالما أن التعامل في حدود الشرع الشريف.
ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة على الإنترنت
وأشار أستاذ الثقافة الإسلامية، إلى أن الخلاصة أن الاختلاط المذموم الذي تكون فيه الخلوة وتسقط فيه الكلفة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وأما الاختلاط المأمون في ساحات التعليم أو في مؤسسات العمل المختلفة أو في المساجد أو في الحج أو العمرة طالما حدث تحت مظلة الشرع الآمنة فلا شيء فيه، وبالنسبة للعلاقة الإلكترونية فما يصدق على العلاقة الواقعية يصدق عليها مع ضرورة الالتزام بآداب الشرع الشريف في هذا التواصل الافتراضي بين الرجل والمرأة، والاتصالات الهاتفية كذلك بين الطرفين إذا كانا أجنبيين فيجب ألا تطول وأن تكون محصورة عند الضرورة في حدود العمل أو القضية المشتركة دون إسهاب أو تطويل يخرج بها عن جادة الصواب إلى أمور شخصية واستلطاف قد يجر لغزل عفيف أو غير عفيف يكون مدخلا للشيطان بعد ذلك لما لا تحمد عقباه، وخاصة في ظل عدم وجود رقيب أو حسيب في هذه العلاقة وليستحضرا رقابة الله عز وجل الدائمة المستمرة التي لا تتوقف آناء الليل وأطراف النهار.