«عبدالمنعم» داخل أتوبيس معرض الكتاب
أعمار مختلفة، بعض منهم يجلس على كرسي، وآخرون يمسكون بدلاية أعلاهم، بجوارهم مجموعة من الأصدقاء يتحدثون سويا، وبمسافة بسيطة أفراد يضعون سماعات الهاتف داخل آذانهم، وبلحظة صمت وسط صخب الأتوبيس الخارج من موقف ميدان الجيزة، يخرج صوت من أوله: «صلوا على النبي.. هسأل سؤال اللي يجاوب عليه هديله الـ500 جنيه دول».
جملة مفاجأة قالها عجوز بلحية بيضاء يجلس في أول الأتوبيس، مرتديًا جلبابا، وعليه سترة ويغطي رأسه بطاقية من الصوف، لفت بها انتباه جميع ركاب أتوبيس معرض الكتاب، وبدأوا التفكير في إجابات عن أسئلته التي أغلبها ديني عن بعض تفسيرات القرآن الكريم، وأخرى تاريخي عن الأنبياء والرسل والصحابة.
«ما السورة الوحيدة من القرءان الكريم التي أطلق عليها الله اسمه.. من هو المصري الذي كان له الفضل على أسيادنا عيسى ومحمد وعلى المصريين.. ما علاقة الشمس والقمر يسجدان في سورة الرحمن بما قبلها من آيات»، بعض من أسئلة كثيرة وجهها عبد المنعم محمود، ستيني، لركاب الأوتوبيس، ومع كل سؤال يسترسل في الإجابات والتوضيح للحضور المتفاعلين معه.
من بين الأعمار المختلفة لركاب أوتوبيس معرض الكتاب، كان «عم عبدالمنعم» الأكبر، وبعاطفة الأب يوجه النصائح ويصحح المفاهيم المغلوطة بين الشباب، ويقدم لهم فقرة معلوماتية سريعة خلال رحلتهم التي انتهت سريعًا أمام بوابات أرض المعارض بالتجمع الخامس، إذ كان ذاهبا لشراء بعض الكتب في ختام المعرض، بحسب حديثه مع «الوطن»، مختتمًا «أبو البنات» حديثه بأمنيته الوحيدة: «نفسي أدخل الجنة».
رحلة أتوبيس معرض الكتاب مليئة بالحكاوي المختلفة، ترشيحات الأصدقاء لكتب ومؤلفين، تسالي ومأكولات ومشروبات، كمسري يتنقل بين الركاب ليقطع التذاكر، باعة متجولون في أيديهم «عسلية بجنيه».
تعليقات الفيسبوك