إنجازاتهن غيّرت مسارات المجال العلمي..مقاتلات مصريات بدرجة «عالمات»
لا فرق بين الرجل والمرأة فى العلم
مقاتلة بدرجة عالمة، اختارت طريق العلم، وأبدعت فيه، كأنه لوحة رمادية، وبألوانها المبهجة أطلقت الجمال المكنون داخله. هى المرأة المصرية التى صارت تشغل مناصب علمية مرموقة وترسم طريق الإنجازات والابتكارات العلمية، دون ضجيج أو بحث عن مدح، ودون مبالاة بتلك النظرة السائدة بأن للمرأة أدواراً محددة فى الحياة، وأيضاً دون خوف من الحواجز التى يضعها البعض، مرة بدعوى الدين، وأخرى بدعوى العادات والتقاليد، وثالثة، بحجة أهمية الأدوار الاجتماعية كونها زوجة وأمّاً، رغم أنها هى التى تمنح الطمأنينة للجميع بقوتها وشجاعتها وتفكيرها المدهش الفذ الذى يشار إليه بالبنان. «الوطن» تستعرض، بمناسبة ذكرى مرور 7 سنوات على الاحتفال باليوم العالمى للمرأة والفتاة والعلوم، من الأمم المتحدة، قصصاً لنساء مصريات لهن إنجازات علمية غير مسبوقة، فى مجالات متنوعة، كالحفريات، والطاقة، والطب، ومعالجة المياه، إذ شغفهن العلم حباً، وزادهن بريقاً، بعد أن تحولن إلى أزهار عباد شمس تحنّ قلوبهن قبل عقولهن للشمس والحياة، فكانت النتيجة نجاحاً ممزوجاً بالعلم يغير مسارات المجالات العلمية، ويعيد تشكيل وجه الأرض، ويحمى المجتمعات من أية أخطار، ولمَ لا، فهن حفيدات حتشبسوت ونفرتيتى.
دكتورة سحر سليم خبير فحص المومياوات: لا فرق بين الرجل والمرأة فى العلم
ترفض التصنيف وتعتبر أن النساء مثل الرجال فى المجال العلمى، مع أنها اخترقت مجال فحص الآثار بالأشعة المقطعية، إنها الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة وعضو اللجنة العلمية لسيناريو العرض فى متحف الحضارة، وعضو مشروع فحص المومياوات مع وزارة الآثار، التى حازت أعلى التكريمات المصرية والعالمية كان آخرها اختيارها كأيقونة للمرأة الناجحة خلال الاحتفالات الرئاسية للمرأة وتسلمت الدرع من سيدة مصر الأولى خلال 2021.
«أحببت المعرفة منذ صغرى فى كل المجالات، سواء أدبية أو ثقافية أو علمية، فالعلم لا يقسم كعلمى وأدبى، بل هو معرفة للجميع»، بهذه الكلمات وصفت « الدكتورة سحر» نفسها، وأرجعت سر تفوقها وحبها للمعرفة إلى والدتها التى أقامت مكتبة كبيرة فى المنزل وغرفة لممارسة الهوايات والأنشطة.
أستاذ الأشعة التشخيصية: دخلت المجال غيرة على بلدي.. وبعض المستشرقين لهم آراء وتوجهات سياسية
دخول مجال الأشعة على الآثار كان بالنسبة لـ «الدكتورة سحر» تحدياً كبيراً، وتوجهت إلى كندا لدراسة الطب من خلال «زمالة»، ووجدت الأجانب محتكرين أساسيين للأشعة المقطعية على المومياوات، فقررت دخول المجال لتبدع فيه، ولم تكتفِ بالكشف على الآثار والمومياوات داخل المتاحف فقط، بل تتحرك فى المواقع الأثرية وتنزل آبار دفن يصل عمقها إلى 30 و40 متراً أحياناً دون خوف، وأضافت: «من أجل تسهيل الحركة خلال فحص المومياوات صنعت أدوات وعِدداً خاصة بى تتميز بأنها خفيفة وقابلة للطى بسهولة، وكل ذلك كان غيرةً على بلادى وعلى تاريخها وتراثها، لأن الكثير من المستشرقين لهم توجهات أو آراء سياسية».
«دكتورة سحر» ترفض التقسيم على أساس الجنس فى المجال العلمى، وتابعت: «قد يكون التصنيف مناسباً فى المجال الرياضى، فهناك بالطبع اختلاف فى القوة الجسدية، ولكن فى المجال العلمى المرأة تتميز بالتحمل والتركيز وأداء عدة مهام فى نفس التوقيت، وأحياناً أحس بمشاعر متناقضة تجاه اليوم العالمى للفتاة والمرأة فى العلوم، فالعلم يعطى لمن يبذل ويدرس أكثر بغض النظر عن أى تصنيف، وأعتقد أن المرأة تعطى الكثير فى المجال العلمى فقط، فهى مبدعة منذ العصر الفرعونى، والدليل على ذلك أن أقدم طبيبة كانت بيسى شيت فى مصر القديمة منذ 4500 سنة».