«التحطيب» فن يتوارثه الأحفاد عن الأجداد في سوهاج: العصا لعبة الرجال
أثناء لعب العصا بسوهاج
«التحطيب» لعبة لها تاريخ كبير على مر العصور يتوارثها الأجيال في مصر جيلاً بعد جيل، واشتهرت وأصبح لها جمهور كبير بين العائلات في شتى القرى والنجوع بأنحاء محافظات الصعيد، ليكملوا ما بدأه الأجداد الذين تركوا قواعدها للأحفاد على جدران معابد وادي الملوك والكرنك رافضة أن تندثر.
وتتميز اللعبة التي توصف في الوجه القبلي بأنها «لعبة الرجال» بعدة أصول التي يأتي في مقدمتها «الأدب»، حيث لا يرفع الصغير العصا قبل الأكبر سنًا، وأن تختتم بالسلام والعناق، وكل هذا أثبت جدارتها وجعل «اليونسكو» توافق على ضمها ضمن التراث غير المادي.
للعبة أصول وتقاليد وقوانين
وقال القرشي أبو عطية «عامل»، ويقيم بدائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، وأحد قادة التحطيب بدائرة المركز: «إنني تعلمت لعبة التحطيب وأنا في العاشرة من عمري، تعلمت على يد والدي وأشقائه، تعلمت أن للعبة أصول وتقاليد وقوانين أهمها وعلى رأسها آدابها، وهو أن يبدأ الأكبر سنًا برفع العصا قبل الأصغر سنًا».
وأضاف «عامر قمصان»، 60 عامًا، أن لعبة التحطيب لها تاريخ كبير، حيث رسمت على جدران المعابد للمصريين القدماء، وعندنا لها قصص ومواقف لا تعد ولا تذكر، حيث لا تكتمل الأفراح إلا بوجودها «عصرية بالطبل البلدي»، حيث يقام بعد صلاة العصر مباشرة، وهي لعب العصا بالطبل البلدي.
العصا تنشر الحب بين الأهالي وتفتح أبوابا للود
ويضيف «خالد أحمد»، مزارع 50 عامًا، يقيم بقرية برديس، دائرة مركز البلينا، جنوب محافظة سوهاج، أن لعبة العصا، تنشر الحب بين الأهالي، وتفتح أبواب للود والألفة والتواصل بين العائلات والقرى بعضها لبعض، حيث نحن كأبناء قرية برديس نذهب في جميع قرى البلينا، وقرى ومراكز جرجا والمنشاة وأخميم، حتى أصبح لنا في جميع أنحاء المحافظة أصدقاء وأحباب، وتطور الأمر أن لعبة العصا تسببت في نسب بين العائلات بعضها لبعض.
وأشار «سيد عبد الله»، عامل، 47 عامًا، يقيم بدائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج: أن لعبة العصا لعبة الرجال، وتورث صاحبها الشهامة والقوة، وتلزم الرجل الملم بقوانينها وآدابها أن يكون صاحب أدب وخلق عال، فلا يمكن بحال من الأحوال لفارس ومبارز بالعصا أن يكون غير خلوق، أو غير متواضع.