سهير البابلي ملكة المسرح.. ولدت في «الفلانتين» ووهبت حياتها للحب
الفنانة سهير البابلي
مجيئها للحياة في عيد الحب يوم 14 فبراير، في ثلاثينيات القرن الماضي، جعلها تكتسب صفات المحبين المغلفة بالدفء في التعامل والإخلاص لكل من حولها، لتصبح فيما بعد الفنانة سهير البابلي، ملكة البهجة، وإحدى أيقونات المسرح، التي طالما غمرت جمهورها بالضحكات، التي تخرج من القلب والبسمة، التي ارتسمت على الشفاه الباحثة عن الفرحة الغائبة.
الفنانة سهير البابلي أو «سوسكا»، اللقب الذي حظيت به من أسرتها وأصدقاءها، واحتفظت به حتى رحيلها في 21 نوفمبر الماضي، تاركة وراءها رصيدًا هائلًا من الأعمال الفنية، خصوصًا المسرحية، باعتبارها أحد أبناء المسرح المخلصين والتي تربت بين جنباته وتتلمذت على يد رواده الأوائل، لتتعلم منهم أن لذة الممثل الحقيقي هو أن يكون صادقًا.
سهير البابلي 40 عامًا من العطاء الفني
تربعت سهير البابلي على عرش المسرح، وتُوجت ملكة للكوميديا بقرار من جمهورها ومحبيها، وتألقت في العديد من الأعمال الناجحة أبرزها مدرسة المشاغبين، التي جمعت عدد من نجوم الضحك أبرزهم عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، حسن مصطفى، وتقاسمهم سوسكا براعة انتزاع الضحكة من أفواه الجمهور.
وأصبح اسمها ماركة مسجلة للضحك، بمجرد رؤية اسم سهير البابلي تعرف أنك أمام عملًا متميزًا سينتزع منك هموم الدنيا ولو مؤقتًا لتجلس في حضرتها مستمتعًا بـ فنها وتلقائيتها، تارة تغوص معها في حكمتها ورؤيتها الثاقبة لعبارة «الخروج من عنق الزجاجة» في مسرحية على الرصيف، وأخرى تتورط معها في مسرحية عطية الإرهابية، أو ترقص ضحكًا كما في مسرحية العالمة باشا، أو تعيش معها في الوهم مثل مسرحية الدخول بالملابس الرسمية.
ومرات تحفظ الإفيهات الضاحكة التي تخرج من فمها المبتسم كما في مسرحية ريا وسكينة، أمام شادية وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، وعباراتها الشهيرة: حرمتني من حنان مرات الأب يا حسب الله، يا أم بدوووي بلااش، عين عبعال، وكتاب الله ما هو تمثيل وبجد وحق وحقيقي، وغيرها من اللزمات التي مازالت تعيش حتى الأن في وجدان جمهورها مع اختلاف الأعمار والأجيال.
إحدى أيقونات المسرح الذي تربعت على عرشه
وفي الدراما والسينما تركت سهير البابلي بصمتها الذهبية وإن لم تكن بنفس حجم مشاركتها في عالم المسرح، وتألقت في عدد من الأعمال منها شخصية بكيزة هانم الدرملي في فيلم ليلة القبض على بكيزة وزغلول، ومسلسل بكيزة وزغلول، وأصبح دورها نبراسًا للفتيات اللاتي يتميزن بالأناقة ويتمتعن في ذات الوقت بـ «العنجهية»، ومن عباراتها الشهيرة: جربعة مش هتجربع.
تاريخ طويل من العطاء الفني قدمته سوسكا أو سهير البابلي، منذ بدايتها قبل نهاية الخمسينيات، وتوقفها عن التمثيل في منتصف التسعينيات وارتداءها الحجاب، وعودتها في 2005 من خلال مسلسل قلب حبيبة، لتتوقف مرة أخرى نهائيًا وتكتفي بأن تكون في مقاعد المتفرجين بعيدًا عن كرسي العرش الذي تربعت عليه ملكة متوجة في عالم التمثيل.