طبعاً كلنا متعودين إننا لما بنحب نشكر فى بنت كويسة بنقول عليها «بنت بس راجل» فى نفس الوقت اللى لو جينا نشكر الراجل الكويس ونوصفه بـ«راجل بس ست» نبقى إحنا كده شتمناه!
كلمة «راجل» مدح.. كلمة «ست» شتيمة.. وهو ده بالظبط أساس المشكلة إننا اتعودنا إن الراجل هو الأحسن والأفضل.. ولأنه الأحسن فيضرب ويخون ويشتم براحته أصله «راجل».. والست معندهاش غير فعل واحد وهو إنها «تستحمل».
«معلش استحملى.. الناس هتقول عليكى إيه»، «معلش عيشى لولادك بقى وخلاص»، «يا ستى اصبرى يعنى هو العريس واقف لك ع الباب؟!»، «يعنى هتعيشى قد اللى عشتيه»، «اصبرى والله هيتغير كمان تسعين سنة»، «بصى.. إنت فى أوضة وهو أوضة وعيشوا كده مع بعض عشان الشكل الاجتماعى»، «اشربى لك بس كوباية عصير والله هتهدى».. هى دى الردود اللى بتتقال لأى ست بتبقى خلاص تعبت وعايزة تتطلق.. أما فى حالة إن الست عافرت وصممت على الطلاق فبيثبتوها بجملة «استحملى بس كام سنة كمان كبّرى ولادك وجوزيهم وبعد كده ابقى اتطلقى»، وساعتها برضو بيرفضوا الطلاق والرد بيبقى «يعنى جاية تتطلقى بعد السنين دى كلها ما كان من الأول!».
للأسف، البيت المصرى بقى عبارة عن زوجة تعيسة بتستحمل إهانة وضرب جوزها ومجبرة على العيشة لأنها ميصحش تتطلق.. زوج مستبيع وبيفترى براحته لأنه عارف إن مراته مهما عمل فيها عمرها ما هتتطلق.. والشىء المزعج بقى إن «المجتمع» بيشرف بنفسه وبعناية على عملية «إجهاض» الزوجة من آدميتها ومشاعرها.. للأسف إحنا فضّلنا سعادة «الشكل الاجتماعى» على سعادتنا إحنا الشخصية.. إحنا قبلنا بالقانون اللى المجتمع حاطه بأن الراجل يغلط وإن الست تستحمل..
ولو حصل والست طلبت الطلاق تبقى «مبتحبش ولادها» أو «شايفالها شوفة»!
ليه دايماً المجتمع حاجز للستات خانة «المفعول به» وحاجز للرجالة خانة «ضمير غائب تقديره أصله راجل وبراحته»؟ ليه يوم ما ست تقرر تنهى الإهانة والظلم وتطلب حلال ربنا إنها تتطلق بتلاقى يافطة «ممنوع الخروج» متعلقة على الجواز؟ ليه بنطلب من الست تستحمل الإهانة والضرب ومبنطلبش من الراجل إنه بس «يتغير» ويبطل يغلط! ليه بتعذروا الراجل لما يصاحب على مراته وبتقولوا عليه «أصل مراته مهملة فى نفسها» فى الوقت اللى لو الست عملت نفس الغلطة بتقولوا عليها «خاينة وطلقها!» بالرغم من إنكوا قبلتوها عادى جداً من الراجل!
ليه لما الست بتتطلق وتقرر إنها تتجوز تانى بتنتقدوها جداً وبتفضلوا تنمّوا عليها: «اسكتى دى مها اللى اتطلقت من سنة اتجوزت تانى! بجد مفترية ومعندهاش قلب يا عينى ولادها».. ولو الراجل اتجوز بعد الطلاق فعادى «ماهو برضو محتاج ست يعنى هيعيش لوحده!».
ليه بتبرروا للراجل غلطة وبتقبلوه وبتغلّطوا الست لما ترفض غلط الراجل وبترفضوها! ليه بتوافق إن بنتك تتجوز شاب «مُطلق» وبترفض إن ابنك يتجوز شابة «مُطلقة»؟
أسئلة كتير جاوب عليها المجتمع بـ«يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر (الزوجة) اللجوء إلى البكاء!».
الجواز تذكرة «ذهاب» بدون «عودة» ففكرى كويس قبل ما تتخلى عن لقب «آنسة».. لأنك مهما انظلمتى وانضربتى واتخانتى مش هتعرفى ترجعى.. لأن للأسف المجتمع قافل تأشيرات العودة.