كانت بدايات المواجهة العنيفة مع الإخوان فى مطلع عام 2012م، أثناء تشكيل الجمعية التأسيسية الإخوانية لوضع الدستور، حيث واجهتُها بشدة، ورفضت طريقة التشكيل القائمة على المحسوبية الإخوانية، لتلوح المغازلات الإخوانية بترشيحى للانضمام للجمعية عن طريق أيمن نور، لأرفض بشكل حاسم هذه الرشوة السياسية التى تكالب عليها آخرون كثر فى هذا التوقيت، لتبدأ بعدها مراحل اغتيالى معنوياً، وتدمير «6 أبريل» (الجبهة الديمقراطية).
فبعد هذا التوقيت تسارعت الأحداث وتداخلت، حيث بدأ عمل اللجنة التأسيسية التى شغل فيها البلتاجى رئاسة لجنة الاقتراحات فى الجمعية التأسيسية، وكان أحمد ماهر عضواً فيها، لتبدأ اللجنة فى عمل جولات بالمحافظات للاستماع إلى الاقتراحات وجمعها من أبناء المحافظات، ليواجه البلتاجى وماهر فى جلسات الاستماع المنعقدة فى كل محافظة من أعضاء من حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، حيث أصابوا ماهر بحرج شديد، نظراً لتكشف حقيقة أمره أمام الإخوان من حيث الوضع العددى الضئيل لأعضاء جبهته بالمحافظات بالمقارنة بالقوة العددية لأعضاء «الجبهة الديمقراطية»، ليقع ذلك على البلتاجى وقع الصدمة، حيث انزعج من قوة الحركة وانتشارها.
وتحل فى منتصف 2012م الانتخابات الرئاسية، فيصعد الإخوان إلى سدة حكم فى صورة محمد مرسى ليصاب قادة الإخوان بلا استثناء بحالة من الغطرسة والكبر كانت تتوارى خلف لحى مصطنعة وابتسامات صفراء على مدار سنوات طويلة من الترويج للاضطهاد على يد الأنظمة المتعاقبة منذ تأسيس جماعة الإخوان على يد حسن البنا عام 1928م.
كنا قبل تولى مرسى الرئاسة قد قررنا فى استفتاء عام داخل حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) مقاطعة الانتخابات فى جولة الإعادة بين «مرسى وشفيق»، لتزداد حالة الاحتقان مع الإخوان، فإما أن تكون معهم ومن أنصارهم فتحصل على بعض فتات الحكم، أو معارضاً لهم ليبدأ تخوينك وتكفيرك وتهميشك حتى تحتضر بلا رحمة أو هوادة. فى هذا التوقيت بدأت معى آخر محاولات الرشوة السياسية الإخوانية قبل الضرب تحت الحزام، حيث اشتكى البلتاجى لأحد قيادات 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) من عدم ردى على اتصالاته ليعرض علىّ عن طريقه إمكانية تقليدى لمناصب سياسية على شاكلة نائب وزير أو محافظ لأقابل هذا العرض بالرفض البات، لتُفتح علىّ بعد هذا الحين أبواب جهنم من كل جانب.
فتحالف كثيرون ضدى، ليظهر «عبدالرحمن عز» فى المشهد، فيأتى إلى مقر الحركة ليطلب منى الموافقة على عودته إلى حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، فما كان منى إلا أن طردته من مقر الحركة بعدما شعرت بأن طلب عودته للحركة فيه محاولة للاختراق الإخوانى، لما لعبدالرحمن عز من انتماء إخوانى واضح بل متشدد، ليتم من بعدها تجنيد مسئول شئون العضوية داخل الحركة من قبَل محمد البلتاجى الذى وعده بكرسى فى المحليات فى منطقة الهرم فى مقابل أن يُدخل أعداداً كبيرة من أعضاء جماعة الإخوان الذين لم يُظهروا توجهاتهم فى حينها ليتخذوا من إعلانى تأسيس حزب 6 أبريل ذريعة لإعلان فصلى بناء على جمعية عمومية لم يكتمل نصابها لتزداد متاعبى وتصير أكثر تعقيداً. محاولتى لتطهير 6 أبريل وصد كل المؤامرات التى أصبحت تحاوطنى من كل جانب ليفضحوا أنفسهم بعد ثورة 30 يونيو ويلتقطوا لأنفسهم صوراً جماعية فى اعتصام رابعة العدوية حاملين صور المعزول محمد مرسى.
وبعد الاختراق الإخوانى لحركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) توجهت فى أغسطس 2012م لتأسيس حزب «6 أبريل» وبعدها بشهرين، أى فى أكتوبر 2012م، وقع صدام مباشر بينى وبين البلتاجى وعمرو دراج داخل مبنى مجلس الشورى أثناء تصوير حلقة أحد البرامج المهمة المذاعة على الهواء مباشرة، حيث انتقدت عمل اللجنة التأسيسة بشدة، وفضحت المؤامرات الإخوانية على الوطن، لينتفض البلتاجى ودراج فى الفاصل الإعلانى للبرنامج فى عاصفة من الغضب لنتشابك كلامياً، فيقول البلتاجى بصوت عال: اخرجوا من مكانى، يقصد مبنى مجلس الشورى، فى إشارة خطيرة للشعور بتملك الوطن بما فيه من مقرات تشريعية وتنفيذية، التى هى دوماً ملك للشعب مصدر السلطات.