طالب مصري يروي كواليس نجاته من حرب روسيا وأوكرانيا: نمنا في الأنفاق
يوسف: السفارة المصرية في رومانيا استقبلتنا على الحدود وحجزت لنا فنادق
يوسف، طالب مصري عائد من أوكرانيا
مع ظهور أول ضوء ليوم جديد في تمام السادسة صباحا على الحدود الرومانية الأوكرانية في درجة حرارة تنخفض إلى 5 تحت الصفر، يرصد «كريم» شاب مصري، بكاميرا هاتفه المحمول اصطفاف وتكدس مئات الشباب والشابات العرب العالقين على الحدود بين البلدين هاربين من نيران الحرب الروسية الأوكرانية منتظرين الإذن بالدخول لرومانيا ومن ثم العودة لبلادهم.
يقول «يوسف» طالب مصري يدرس طب الأسنان بإحدى الجامعات الأوكرانية، إنه سافر لأوكرانيا منذ عام 2016 مع أحد أقاربه، وكان هذا العام عامه الأخير في الدراسة ومن المقرر أن يتخرج بعد 3 أشهر إلا أن الصراعات السياسية بين روسيا وأوكرانيا كان لها رأي آخر.
ويضيف «يوسف» في مداخلة تليفزيونية على فضائية «TEN»: «كنا بنسمع عن توتر العلاقات بين أوكرانيا وروسيا لكن محدش توقع أن الحرب تحصل بالسرعة دي بالشكل ده، اعتقدنا أنها تهديدات، وصحينا في يوم الفجر على صوت الطيران والضرب العسكري، اتحركنا فورا لطريق الحدود إلى رومانيا».
16 ساعة سفر في طريق الحدود لرومانيا وسط لجان شعبية
وأردف «يوسف»: «سافرنا لمدة 16 ساعة من مدينة دنيبرو الأوكرانية إلى الحدود الرومانية، في طريق مظلم وعليه لجان شعبية، وخلال فترة الحرب كان فيه حظر تجوال وكان صعب نتجمع لكن كنا بنتواصل مع بعض أون لاين باستمرار، واستخبينا في الأنفاق لما الضرب شد علينا وقت دخول الجيش الروسي ومقاومة الأوكرانيين، وكنا حوالى 3000 طالب بنحاول الهروب من أوكرانيا».
وأشار «يوسف» إلى أن السلطات الرومانية كانت تسمح بدخول 100 أوكراني و10 من الجاليات الأخرى كل ساعة، ما نتج عنه انتظار لساعات طويلة مع تزايد الأعداد المنتظرة من كل الجنسيات، لافتا إلى أن السلطات الرومانية وفرت وسائل انتقال تنقل كل جالية إلى سفارتها داخل رومانيا، وأن السفارة المصرية أرسلت سيارات مخصصة لنقل المصريين إلى مقرها في رومانيا، وفور الاستقبال بالسفارة جرى توجيه الطلاب المصريين لأحد الفنادق بحجز مسبق من السفارة وفي اليوم التالي كانت اقلعت بهم الطائرة إلى القاهرة.
يوسف: الجامعات الأوكرانية تستكمل الدراسة أون لاين
وتابع الطالب المصري العائد من أوكرانيا: «السفير المصري استقبلنا في رومانيا وكان مهتم جدا بوصولنا للفنادق وتاني يوم سافرنا للقاهرة، ووزارة التعليم العالي تواصلت معانا وعرضت علينا الامتحان والانتقال لجامعات خاصة، ولكن الجامعات الأوكرانية بدأت التواصل معنا لاستكمال الدراسة أون لاين وخاصة لطلاب الفرق النهائية».
وتابع: «المشهد العام في أوكرانيا كان مفزعا والناس كلها بتجري إلي محلات البقالة تشيل أي منتجات موجودة، وآلاف الناس بتسحب فلوسها من الصراف الآلى والبنوك مغلقة، وتوفير الطعام أو المال في أوكرانيا شبه مستحيل، و90% من المصريين في أوكرانيا طلاب في العاصمة وبعض المدن المجاورة.
ووجه الطالب «يوسف» الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزيرة الهجرة والسفير المصري في رومانيا، على التواصل والاهتمام وإعادتهم لمصر بسرعة وأمان في طيران إجلاء.
وقالت نسرين محمد والدة يوسف: «الحرب بدأت بشكل سريع جدا، واعتقدنا أنها مجرد تهديدات، ولكن ابني فضل إنه يكمل عشان دراسته، وانتقل لمدينة حدودية، وعاشوا في سراديب وأنفاق بعد تدهور الأوضاع، وكان صعب إننا نقرر إن كان يرجع أو يستمر هناك في الوقت اللى نصحت فيه السفارة بالبقاء داخل المنازل، والسفير المصري استقبلهم عند الحدود»، موجهة الشكر للرئيس السيسي، وللسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج.