«نصير» ترد على أنصار حديث «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة»..«قص ولزق»
الحديث مقتطع من سياقه والمرأة تصلح لرئاسة الجمهورية وكل المناصب
الدكتورة آمنة نصير
مع أسبوع أعياد المرأة، انتشرت حالة من الجدل، بشأن حكم تولي المرأة المناصب القيادية والعامة، واستندت بعض الآراء المتشددة إلى حديث نبوي أخرجه البخاري، وهو: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً».
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، إن هذا الحديث «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً» يتم تفسيره على نحو خاطئ، وبعيد كل البعد عن مقصده وسياقه الحقيقي، موضحة أن النبي قال هذا الحديث إسقاطا على واقعة الروم، حين ولّوا أمورهم لامرأة قوية وظنوا أنهم بهذا سيتمكنون من القضاء على الإسلام، إلا أن خطتهم فشلت، ولم ينجحوا في الهدف الذي سعوا من أجله.
تفسير حديث «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً»
وأضافت: «الرسول كان بيتكلم على هذا الأمر، وبالتالي القصة وسياقها وخلفياتها التاريخية لا تتعلق بالمرأة على وجه التحديد، لكن للأسف بنشوف ناس بتحب القص واللصق، بيقتطعوا النص من سياقه ومفهومه، وهذا خطأ كبير».
وأكدت آمنة نصير أنه لا مانع أبدا من تولي المرأة كافة المناصب القيادية والسياسية، بما فيها منصب الوزيرة والقاضية بل ورئيسة للبلاد، وهناك العديد من الأمم أفلحت بسبب المرأة، فالشرط الوحيد هو الكفاءة وليس النوع.
تكريم المرأة في الإسلام
وأكدت أستاذة العقيدة بالأزهر أنّ الدين الإسلامي كرم المرأة حق تكريم، لكن البعض يسيئون الفهم ويسيئون إلى الإٍسلام، وأضافت: «كانت المرأة قبل الإسلام مهملة، مجرد خادمة في البيت لزوجها أو سيدها لا أكثر، فلم يكن هناك أي مكانة لكينونتها، وفي الإسلام، أصبحت المرأة معززة ومكرمة، كما أنها أصبحت صاحبة مشورة، ويأخذ برأيها في المجالس، وشاركت الرجل أعماله وخرجت للحرب معه، مثل غزوة أحد وغيرها».