آمنة نصير: حديث «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» عن الروم فقط
آمنة نصير
يعد اليوم، 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، يومًا أقرته منظمة الأمم المتحدة في عام 1977، وهو احتفال عالمي، يُقام في كل عام، تقديرًا وتعزيزًا لدور المرأة في كل أنحاء العالم، لكونها تتولى أدوار مهمة في كل المجتمعات المختلفة، يأتي على رأسها دور التربية والتنشأة، وبالرغم من الإشادة بدور المرأة في يومها العالمي، إلا أن البعض اعترضوا على تمكينها، ووجودها في عدد من المناصب السياسية والقيادية.
القصة الحقيقية وراء الحديث
استشهد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بحديث: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً»، مؤكدين من خلاله، عدم أحقية المرأة في تولي المناصب السياسية والقيادية المختلفة في البلاد، وأن السعي في تمكينها هي خطوة خاطئة، ولا بد من التراجع عنها.
وأوضحت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذا الكلام لا مجال له من الصحة، ويجري استخدام الآية استخدامًا خاطئًا، مشيرة إلى القصة الحقيقة وراء هذا الحديث، قائلة: «كان قوم الإمبراطورية الرومانية ولوا المرأة القوية وكنوها، وقالوا إن بالاستعانة بهن، ستتمكن الروم من القضاء على الإسلام، وأخبر الله عز وجل في مففتح سورة الروم عن زوال الامبراطورية الرومانية، فجاء أمره سبحانه وتعالى نافذا ولم تحميهم المرأة القوية من أن يدمرهم الله عز وجل، ولا مكنتهم من القضاء على الإسلام».
آمن نصير: رجال الدين يفسرون الآيات والأحاديث بشكل سطحي
وأكدت «نصير»، أن هذا الحديث جاء عن الروم، وليس للعموم، حيث أنه لا يمكن لأحد القضاء على الإسلام، فقالت: «كان القصد من الحديث هو أن الرم لن يتمكنوا من القضاء على الإسلام حتى لو ولو أمورهم أمرأة قوية أو رجال أقوياء أو حتى أناس أشرار وما إلى ذلك، فلم يكن القصد من الحديث المرأة بعينها، بل رضا على الروم، والدليل على ذلك أن هناك العديد من الأمم، تمكنت من أن تفلح بسبب المرأة».
واستنكرت نصير من مَن يأخذ كلام الله ورسوله بشكل سطحي، مما ينتج عنه تفسيرات مغلوطة تؤدي إلى تجوجيهات خاطئ لعقول المجتمع والذي يمثل خطورة، حيث قالت: «رجال الدين والشيوخ يآخذون الآيات والأحاديث بشكل سطحي، ولا يسعوا لتوضيح الحكمة المرجوة من كلام السنة والقرآن».
حال المرأة قبل الإسلام
وأوضحت الدكتورة آمنة نصير، أن الإسلام جاء منصرا للمرأة، حيث أن الإسلم كرم المرأة وعززها وأبرز من دورها وأهميتها في المجتمع، وقالت نصير:«جاء الإسلام تكريما للمرأة، ففي فجر الإسلام أصبحت المرأة صاحبة مشورة ويأخذ برأيها»، كما أشارت إلى المسواة بين المرأة والرجل التي حققها الإسلام، فقالت: «في ظل الإسلام، اختلطت المرأة بأعمال الرجل، فلقد حاربت معه، في غزوة أحد وغيرها من الغزوات، وعن المسواة بينها وبين الرجل».
ولفتت نصير إلى حال المرأة قبل دخول الإسلام، موضحة أنها كانت تعيش في ذل ومهانة، قائلة: «كانت المرأة قبل الإسلام مهملة، كانت مجرد خادمة في البيت لزوجها أو سيدها لا أكثر، فلم يكن هناك أي مكانة أو احترام لكينونتها».