أصل الصنعة| «طلعت» 25 سنة مع الزبادي البلدي: المهنة على وشك الانقراض
محمود طلعت
اعتاد المصريون على تناول الزبادي البلدي في وجبة السحور طوال شهر رمضان الكريم، نظرًا لأهميته في مد الجسم بما يحتاجه من عناصر غذائية خلال الصيام، إلا أن الإقبال على شرائه تراجع خلال الآونة الأخيرة بسبب منافسة الشركات الكبرى فضلًا عن صعوبة إعداده في المنزل.
محمود طلعت، يقيم بمركز زفتى التابع لمحافظة الغربية، يروي في حديثه لـ«الوطن»، تفاصيل عمله في مهنة صناعة الزبادي البلدي منذ نعومة أظافره، بعد أن ورثها عن أبيه وجده: «عائلتي تمارس تلك المهنة من 25 سنة.. اتولدت لقيت عيلتي كلها بتشتغل في الألبان عمومًا وصناعة الزبادي البلدي وأنواع الجبنة ومعظم منتجات الألبان بصفة عامة».
صناعة الزبادي من ألبان مزارعهم
وأضاف «طلعت»، أن عائلته تمتلك مزارعها الخاصة بإنتاج الألبان، ولا يشترونها من التجار، موضحًا أنهم على الرغم من سكنهم في الأقاليم إلا أنهم يصدرون إنتاجهم للعديد من المحال الشهيرة في محافظة القاهرة، والعديد من المحافظات المجاورة: «مش بنجيب لبن من حد غريب كله من مزارعنا».
«مهنة صناعة الزبادي البلدي في الوقت الحالي تعاني من الانقراض»، قالها «طلعت»، مشيرًا إلى أن أبرز الأسباب في ذلك هو أن العديد من الأمهات لا تريد شرائها، لأنهم يظنون أنها غير آمنة صحيًا: «في الأصل إحنا بنخاف على لقمة عيشنا ومصدر رزقنا وأهم حاجة النظافة سواء إحنا أو كل اللي بيشتغل في الشغلانة دي وكمان مفيش قدرة على منافسة الشركات الكبيرة».
وأضاف «طلعت»، أن الزبادي بالنسبة للشعب المصري بمثابة وجبة ثانوية هامة في السحور بعد الفول: «زمان كان الزبادي البلدي ليه زبونه لكن دلوقتي الدنيا مبقتش زي زمان».
طريقة عمل الزبادي البلدي
وعن طريقة عمل الزبادي البلدي، أكد أن الأمر ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، فهي عبارة عن تسخين اللبن أولًا ثم الحرص على تبريده، ليضاف إليه القليل من الزبادي مع التقليب جيدًا للتوزيع بالتساوي، ووضعه في حاضنة لمدة تتراوح من 3 إلى 5 ساعات.