أزهري يوضح حكم الإهمال في العمل: دية أو صوم 60 يوما
خطأ طبي - أرشيفية
الإهمال في العمل واحد من أخطر الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، ففي العديد من الأحيان يمكن أن يتسبب في أذية الغير أو إعاقة المصالح العامة، وتسبب الإهمال في العمل بوفاة مارينا صلاح في مقتبل العمر، وأثارت الواقعة جدلًا واسعًا، في الشارع المصري، وعبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي وافتها المنية بسبب خطأ طبي أثناء توجهها لعمل أشعة بالصبغة على العين.
إتقان العمل من ركائز الإسلام
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ«الوطن» إن الله عز وجل أمر عباده بإتقان العمل، على المستوى الديني والأخلاقي، موضحًا: «الإهمال في العمل ينتج عنه ضرر للفرد والمجتمع، لذا هو من الأمور المذمومة، ومن الجانب الديني، فقد أكد الله عز وجل في العديد من الآيات على ضرورة الإتقان في العمل».
وأوضح أن إتقان العمل هو ركيزة من ركائز الإسلام الـ3، موضحًا:«للإسلام 3 ركائز أساسية، وهي:
- الإسلام، أي الصلاة والصوم والالتزام بتعاليم الإسلام وأركانه الـ5.
- الإيمان، أي الإيمان بالله ورسوله وكتبه.
- الإحسان، أي إتقان العبد لكل ما يقوم به في حياته وكأنه يرى الله، كذلك أثناء أدائه لوظيفته».
حكم الإهمال في العمل
ولفت حسين إلى أن الإهمال في العمل جريمة في عرف الدين والقانون، وكلاهما يعاقب عليها، قائلًا: «إهمال الإنسان في عمله يعود عليه بالسلب، وتكون هذه جريمة، وتصبح مضاعفة حين يعود بالسلب على الغير».
كما أوضح أن العبد المهمل في عمله وينتج عنه موت أحد الأشخاص، يكون عليه دفع دية، وإن لم يتمكن فعليه صوم شهرين متتاليين، مشيرًا لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» (سورة النساء الآية 92).
وأوضح حسين أنه على المرء الالتزام بالقواعد التي تنظم وظيفته، فالأضرار التي تنتج عن إهماله تكون ذنبًا عليه، موضحًا: «إذا أهمل الإنسان في عمله ونتج عنه أذية الغير أو موتهم أو غيره، يحمل الإنسان ذنب كل روح تأذت».
العمل فضيلة مأمور بها العباد
وأوضح عميد كلية الدعوة أن هناك أخطاء تقع عن عمد، نتيجة الإهمال في الأداء الوظيفي، وهذا ما نهانا عنه الله، وهناك أخطاء تقع دون عمد، ولا يكون هناك حلول لمنعها، وفي هذه الحالة لا لوم على العبد.
وأكد أن العمل فضيلة والعباد مأمورون بإتقانه شرعًا وأخلاقيًا، وقال: «الشعوب لا تتقدم إلا بالعمل وإتقانه، وهذا ما يجب أن نحرص عليه ونعلمه لأولادنا في المراحل العمرية المختلفة»، مشيرًا إلى قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا» (سورة الكهف آية 30)، كما أشار إلى ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه»، (أخرجه أبويعلى في مسنده).
ولفت حسين إلى أن إتقان العمل فيه إفادة للفرد والمجتمع، لاسيما العمل الصالح، موضحًا أن العمل الصالح هو كل ما يفعله العبد فيه إفادة لنفسه أو من حوله، ولا يقتصر فقط على العبادات كما يظن البعض، مؤكدًا أن كل عمل صالح يقوم به الإنسان ويفيد به الغير، يجازيه الله عليه ثوابًا في الآخرة، ومكانة عالية في الدنيا.