رغم رغبة أسرتها في التحاقها بكلية الطب، فضلت أميرة جمال البالغة من العمر 22 سنة، الالتحاق بكلية الهندسة، بعدما حصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة أهلها الالتحاق بإحدى الكليتين، حيث تحب البحث العلمي وتميل إلى الرياضيات والفيزياء.
«أحب البحث العلمي ودائما كنت اتابع الدكتور أحمد زويل وأنشطة مدينة زويل»، بهذه الكلمات عبرت أميرة عن حبها للعلوم وتفضيلها الهندسة على الطب، ولأنها تميل إلى كل ما هو جديد في التكنولوجيا، فقد انخرطت مع زملائها في مشروع تخرج يستهدف اختراع يد صناعية بتكنولوجيا متطورة، وهو مشروع تصميم وتنفيذ يد صناعية للمبتورين يتم التحكم فيها بالإشارات السطحية العضلية في مشروع تخرج بهندسة أسيوط.
حب لمادة الفيزياء واستمتاع بدراستها
البداية كانت من الأسرة بحسب ما صرحت به أميرة لـ«الوطن»، إذ أن والدها داعم كبير لها ولأشقائها، وفي هذا تقول صاحبة الإثنين وعشرين عاما «بابا يدعمني ويدعم العلم ومبسوط بأي حاجة نعملها وبيخلينا دايما نبقى شطار»، وبدأت رحلة حب الفيزياء في الصف الأول الثانوي، حيث كانت تشعر بمتعة كبيرة أثناء دراستها وهو ما جعلها تستمر فيها حتى الآن.
يد صناعية للمبتورين تعمل من خلال الإشارات السطحية العضلية
الفريق الطلابي الذي صمم المشروع ضم 8 من الطلبة والطالبات، هم أميرة جمال وأحمد فوزي وزياد أحمد وأحمد محمود ونادين عادل ونسمة محمد ومروة مصطفى وسارة صبحي، حيث يعتمد المشروع على استخدام حساسات لاستخراج إشارة عضلية سطحية وتكبيرها وتنقيتها ومعالجتها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الحركة التي تدل عليها كل إشارة وتنفيذها على اليد الصناعية والتحكم فيها.
أملًا للمبتورين حول العالم
واعتمد المشروع لأول مرة على sEMG، حيث استخرجوا هذه الإشارات الضعيفة جداً والعمل عليها بدقة ليتمكن الشخص المبتور من التحكم في اليد الصناعية بسهولة، فيما يعد أملاً جديداً لتيسير الحياة على ملايين المبتورين حول العالم، وقام الطلاب بتنفيذ اليد في معامل EME بالقرية الذكية في أسيوط الجديدة.
غواصة آلية تعمل تحت المياه
وسبق للطالبة التي تبلغ 22 عاما العمل ضمن فريق يعرف باسم «أسيوط روبوتكس»، حيث عملوا على تصميم غواصة آلية تعمل تحت المياه، ونافست في مسابقات مختلفة، حيث كانت قائدة وهذا المشروع لمدة عامين وحصلنا على المركز الثاني في مسابقة إبداع، وشاركت في مسابقات أخرى، مما أكسبها خبرة كبيرة. «المشرف على المشروع مؤمن بفكرتنا وكان يرى أنها قوية جدا ومفيدة للمجتمع، وكان يقولنا إن حاجة زي كده تساعد الناس أو إنها بتحيي نفس»، حيث يتقن كل عضو في الفريق مهمة محددة.
وفي النهاية تمّ تقديم هذه اليد الصناعية التي تفتح أبواب الأمل للمبتورين، حيث تعني تقنية sEMG، خدمات الإشارة العضلية، ويمكن التعرف على حركة اليد من خلال دراسة شكل الإشارة العضلية، حيث يتم الحصول على الإشارة من سطح الجلد وعن طريق الإشارة يمكن تحريك الطرف الصناعي.
أميرة: نستهدف إتاحة اليد بالسوق بتكلفة جيدة
وتبلغ تكلفة اليد في حدود 10 آلاف جنيه، وللتحسين من أدائها يمكن أن تكلفتها تصل إلى 20 ألف جنيه، وتبرز أهمية هذا المشروع كونه فريد من نوعه، وبحسب ما قالته أميرة، فإن الصعوبات تمثلت في بعض الأمور منها الوصول إلى المكونات والمعلومات عنها: «مخلصناش كل الشغل اللي كنا عاوزين نخلصه، لكن وقت المشروع لم يكن في صالحنا، ولم نستورد أي مكون، وكل المكونات كانت من مصر».
تخرّج الطلاب في الكلية وأنهوا دراستهم، لكنهم اتفقوا على عقد جلسة في وقت قريب من أجل بدء مشروع «ستارت أب»، من أجل تطوير النموذج، حتى يكون متاحا في السوق بتكلفة جيدة، خاصة أنه مشروع ليس مسبوقا في مصر.
أميرة حلمها أن تصبح أستاذة جامعية
في النهاية، تتمنى أميرة أن تكون محاضرة في الجامعة وأن تستمر في السلك الأكاديمي: «عشان الناس تحب الحاجة اللي بتتعلمها، وأتمنى الحصول على الماجستير من مصر والدكتوراه في الخارج مثل كندا».
تعليقات الفيسبوك