أستاذ التنمية المستدامة صلاح الحجار: مصر من أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية «حوار»
الحوار مع الدكتور صلاح الحجار
وسط تحديات تواجه العالم، من أزمات غذائية واقتصادية، تستعد مصر لعقد مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، خلال الفترة بين 6 و18 نوفمبر المقبل، وتناقش خلاله دول العالم الحلول اللازمة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية، خاصة على دول العالم الثالث، الأكثر تضررا منها، ورغم أن التغيرات المناخية أزمة قديمة، إلا أنها أصبحت حديث الساعة مؤخرا، وسط محاولات للتوصل إلى حلول مناسبة لحماية كوكب الأرض والإنسان من آثارها، بعدما أصبحت ظاهرة للعيان، وليس محل نقاش.
وعن مدى ارتباط مصر بالتغيرات المناخية الواقعة في العالم وتأثيرها على الاقتصاد والقطاعات الإنتاجية، أجرت «الوطن»، حوارًا مع الدكتور صلاح الحجار أستاذ الطاقة والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ـ ما هو تغير المناخ.. وما أسبابه؟
تغير المناخ هو ارتفاع في درجة الحرارة بسبب غازات عديدة، من أهمها غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان وكل هذه الغازات تسمى الغازات الدفيئة ويرجع السبب الأساسي للتغيرات المناخية إلى حرق الوقود الأحفوري.
ـ هل التغيرات المناخية تؤثر على مصر؟
التغير المناخي يؤثر على مصر وعلى كل دول العالم، لأنه ليس مشكلة محلية وإنما عالمية تهدد العالم كله، ومصر من أوائل هذه الدول، بالرغم أنها الأقل إسهاماً في انبعاث الغازات، ويرجع ذلك لأن ارتفاع درجات الحرارة يسبب ذوبان للجليد، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار، ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر المتوسط 50 سنتيمترا بغرق مساحات شاسعة من الدلتا
ـ كيف تؤثر التغيرات المناخية على مصر؟
احتمالية غرق الدلتا لن تحدث إلا إذا ارتفت الحرارة إلى 4 درجات مئوية، وبالتالي يحدث تأثيرات على مصر، لكن التغيرات أثرت على فصول السنة «الصيف والشتاء»، فأصبح هناك تقلبات في درجة الحرارة وبالتالي يزداد استهلاك الطاقة بشكل كبير، ما يشكل أزمة كبيرة لكل دول العالم.
ويعتبر ارتفاع درجات الحرارة من ملامح التغيرات المناخية في مصر، وهذا الارتفاع يؤثر على معدلات تبخر الماء وحياة المواطن والمحاصيل الزراعية.
كيف تؤثر التغيرات المناخية على الاقتصاد والقطاعات الإنتاجية؟
التغيرات المناخية لن تؤثر على الماء والهواء فحسب، لكن أثرها يصل إلى الاقتصاد، بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة وجفاف التربة، ما يستنفد المال ويضر البنية التحتية بشكل كبير، وتؤثر على القطاعات الإنتاجية والزراعة، فالتغير المناخي يهدد بنقص الغذاء والمحاصيل الزراعية وإلحاق الضرر بالأمن الغذائي، وتقلبات درجة الحرارة تؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، فارتفاع وانخفاض درجات الحرارة وتراجع نسب توافر المياه وهطول الأمطار المتوقعة نتيجة التغيرات المناخية، تقلل من صافي الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وتسبب في زيادة الآفات وأمراض النبات.
وتؤثر التغيرات المناخية على التجارة والموانئ فمع ارتفاع مستوى سطح البحر تغرق الموانيء، ويؤثر بالسلب على التجارة ويؤدي إلى ركود التجارة، وتتأثر الثروة السمكية.
ـ كيف تؤثر التغيرات المناخية على الصحة؟
الضرر الأكبر من التغيرات المناخية سيكون على صحة الانسان، إذ أنها تتسبب في تفشي الأمراض، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض التنفسية والقلبية وأمراض الحساسية والربو.
ـ ما تأثير التغيرات المناخية على السياحة في مصر؟
مصر تعتبر مكانًا معتدلًا في الخريف والشتاء، لكن بعد تغير المناخ، تتبدل درجات الحرارة، وتتأثر السياحة ويرجع ذلك إلى أن المناخ يشكل ميزة كبيرة وأساسية لوجهة الزائرين، ويؤدي تغير الظروف البيئية إلى توقف السائحين عن السفر، كما يمكن للتغيرات المناخية التحكم في طول ونوعية المواسم السياحية.
ـ كيف تؤثر التغيرات المناخية على الموارد المائية؟
مع ارتفاع درجات الحرارة ستزداد معدلات تبخر المياه، وتقل مستويات الرطوبة في التربة، وكمية المياه في الأنهار، ما يؤثر على المحاصيل الزراعية.
وارتفاع مستوى سطح البحر يؤثر على دورة المياه في المناطق الساحلية، وانخفاض تدفق المياه العذبة، ما يؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية مكلفة.