أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق بسبب تغير المناخ.. 345 مليون شخص مهددون بالموت
أزمة الأمن الغذائي عالميا
أطلقت العديد من الهيئات الأممية، تحذيرات من خطر حدوث أزمة غذاء عالمية تهدد الملايين في أرجاء المعمورة، بسبب تداعيات التغيرات المناخية والحرب الروسية وأزمة فيروس كورونا، وانعكاسها على صناعة الأسمدة وارتفاع أسعار الطاقة.
وذكر صندوق النقد الدولي، أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى أسوأ أزمة للأمن الغذائي منذ تلك التي شهدها العالم في عام 2008، مشيرًا إلى أن هناك 345 مليون شخص يواجهون نقصًا في المواد الغذائية يهدد حياتهم، علاوة على أن الدول الـ48 الأكثر عرضة لنقص الغذاء تواجه زيادة هائلة في فواتير وارداتهم بقيمة 9 مليارات دولار في عامي 2022 و2023.
وتوقع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الشهر الماضي حدوث أزمة غذاء عالمية ناجمة عن العقوبات والقيود الدولية المتبادلة بين روسيا والغرب، قائلا: «من الواضح أن أزمة الغذاء ستحصل لاحقا، بمجرد أن يتم تحديد الأسعار، ستبدأ المضاربة من التجار والمنتجين على الفور، ولن يكون بمقدوركم منع ذلك بأي شكل من الأشكال».
الدكتور مجدي علام الخبير البيئي، قال إن التغيرات المناخية تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي للعالم، موضحا أن الزيادة السكانية يصاحبها حرق الوقود الأحفوري والغابات؛ الذي يتسبب في التلوث البيئي.
وأضاف علام، لـ«الوطن»، أن تاريخ التلوث بدأ منذ أن عرف العالم الثورة الصناعية؛ حتى أفقد التدخل البشري الهواء والمياه والغذاء قيمته؛ وهو الأمر الذي أضر بالإنسان في نهاية الأمر، مؤكدًا أن التغيرات المناخية على مستوى العالم ستنعكس على تقليل المساحات المنزرعة ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
الجفاف يصل إلى القرن الأفريقي
وكشف الخبير البيئي، عن انخفاض معدل الإنتاج الغذائي على مستوى العالم، موضحًا أن العام الماضي والجاري شهدا أعلى سعر للحبوب والمواد الغذائية بسبب التغيرات المناخية، والمضاربات على العناصر الغذائية الرئيسية.
وأشار إلى أن الجفاف بات يضرب منطقة القرن الإفريقي «الصومال وجيبوتي وجنوب إثيوبيا وشمال كينيا»، بسبب انعدام فيضانات الأنهار أو الأمطار، وهو ما تسبب في معاناة الملايين من الجوع.
غرق ثلث أراضي باكستان بسبب السيول
ولفت إلى أن السيول الناتجة عن الأمطار أغرقت ثلث أراضي باكستان، وهي من الدول ذات الكثافة السكانية والمنتجة للغذاء والكساء، ومن الدول الكبرى المصدرة للقطن، وبالتالي فإن غرق ثلث أراضيها يمثل ضررا بالغا بالأمن الغذائي.
السيول تدمر المحاصيل في الهند وباكستان.. والجفاف يضرب أوروبا
ونوه بأنه خلال الأسبوع الجاري، بدأت السيول تضرب الهند، وهو ما سيؤثر على محصول القطن، بخاصة أن الهند من الدول كثيفة السكان. وأكد أن المناطق التي تطالها تداعيات التغيرات المناخية آخذة في التوسع، حيث يتعرض جنوب ألمانيا وجنوب إنجلترا للجفاف، كما تعرضت فرنسا للسيول، وهذه التغيرات يطلق عليها «الظواهر المتطرفة»، حيث تتعرض مناطق للسيول وأخرى للجفاف.