تدفقات الحبوب الأوكرانية تتراجع عبر «الممر الآمن».. العقدة في «التفتيش عن أسلحة»
عشرات السفن تنتظر الإذن الروسي في المياه التركية
ميناء ماريوبول- أرشيفية
تراجعت تدفقات الحبوب الأوكرانية بشكل كبير خلال الأسبوع الأول الكامل لاتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، وسط تصاعد الازدحام وتأخيرات التفتيش على الرغم من التفاؤل الأولي الذي صاحب تجديد الاتفاق في 19 نوفمبر.
وفقًا لتحليل البيانات من مركز التنسيق المشترك لمبادرة البحر الأسود التابع للأمم المتحدة، فإن تدفقات الحبوب الأوكرانية المنقولة بحراً عبر البحر الأسود خلال الفترة من 21 إلى 27 نوفمبر تراجعت بنسبة 39% أسبوعياً إلى 601.486 طناً مترياً، مسجلةً ثامن أضعف أداء أسبوعي منذ بدء صفقة مبادرة حبوب البحر الأسود، لأسباب تتعلق ببطء عمليات التفتيش الروسية للسفن، خشية نقل الأسلحة للجانب الأوكراني.
نقل 12.2 مليون طن
أتاحت مبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة، ووقعتها روسيا وأوكرانيا وتركيا في 22 يوليو الماضي وتم تجديدها في وقت سابق في نوفمبر لمدة أربعة أشهر أخرى بدءًا من 19 نوفمبر، استئناف صادرات الحبوب والمواد الغذائية الأخرى من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، حيث وصل إجمالي شحنات الحبوب التراكمية بموجب اتفاق الممر الآمن إلى 12.2 مليون طن حتى 27 نوفمبر.
مخاطرة الإبحار في البحر الأسود
بحسب تقرير «المركز»، ظلت الشحنات خلال الفترة من 21 إلى 27 نوفمبر أعلى من مستوياتها في أوائل نوفمبر عندما انخفضت إلى ما يزيد قليلاً عن 500000 طن متري في الأسبوع خلال الأسبوعين الأولين من الشهر، حيث تردد التجار ومشغلو السفن في تحمل مخاطر الإبحار في البحر الأسود.
التفتيش يعيق الشحن
كانت أكبر شحنة خلال الأسبوع 71000 طن متري من الذرة التي غادرت من محطات يوجني - بيفديني في 26 نوفمبر على 79699 طنًا من الحبوب، وقالت لجنة التنسيق المشتركة في 27 نوفمبر إن «98 سفينة تنتظر حاليا في المياه الإقليمية التركية.
ومن بين تلك الـ 98، هناك 75 سفينة تنتظر أمر التحرك الروسي - بعد التفتيش - إلى الموانئ الأوكرانية بقدرة على تصدير ما يقرب من 1.7 مليون طن من الحبوب ومنتجات غذائية أخرى»، وانتظرت بعض السفن لأكثر من شهر، مع تحميل 23 سفينة متبقية بالفعل بالبضائع انتظاراً للتفتيش الخارجي.
أبلغ مركز التنسيق المشترك أن وفودًا من الدول المشاركة كانت تبحث عن طرق لزيادة عدد عمليات التفتيش الناجحة، حيث ظل عدد فرق التفتيش مستقرًا حتى الآن عند ثلاث عمليات تفتيش في اليوم وخططت لإجراء 12 عملية تفتيش في 28 نوفمبر، وأربع عمليات تفتيش على متن السفن الداخلية و ثمانية في الخارج.
نصيب أقل للشرق الأوسط
بحسب بيانات «المركز»، فإنه من حيث الوجهات الإقليمية، اجتذبت أوروبا وآسيا الوسطى ما يقرب من 70% من أحجام الشحن في الأسبوع الأخير، مع توجه 12% إلى شرق آسيا والمحيط الهادئ، وحوالي 10% متجهة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأظهرت البيانات أنه تم شحن الكميات المتبقية إلى جنوب آسيا.
أما بالنسبة لأنواع البضائع، فقد احتلت شحنات الذرة الصدارة خلال الفترة من 21 إلى 27 نوفمبر، حيث شكلت ما يقرب من 53% من إجمالي الشحنات، أي ما يقرب من ضعف حصتها على مدار الأسبوع، فيما شكل القمح أقل من 21%، مع انخفاض حصته إلى النصف تقريبًا، وشملت الشحنات المتبقية الشعير ومنتجات عباد الشمس، بالإضافة إلى مواد غذائية أخرى.
الدول الفقيرة لم تستفد
استمرت نسبة الشحنات المتجهة إلى المناطق ذات الدخل المرتفع في الزيادة لتشكل ما يقرب من 66% من حجم الشحن خلال الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، مع توجه الباقي إلى وجهات ذات الدخل المتوسط ولم يتم الإبلاغ عن أي شحنات إلى وجهات منخفضة الدخل.
محللون: لا يُعول على «المبادرة» في خفض الأسعار
وفق تقرير لـ«جروب إيكونوميكس»، فإنه مع انخفاض عدد الشحنات السائبة الجافة، أعرب المحللون في السوق عن شكوكهم فيما إذا كانت مبادرة حبوب البحر الأسود يمكن أن توفر دعمًا كافيًا للأسعار بسبب انخفاض الأحجام المشحونة.