«الأوروبي للحوار»: حرص السيسي على زيارة الكنيسة كتقليد سنوي رسخ مبادئ المساواة
أيمن نصرى
ثمن أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية، مؤكدا أن حرص الرئيس على ذلك كتقليد سنوي، رسخ مبادئ المساواة، فكانت زيارة الرئيس للكاتدرائية لأول مرة في 6 يناير 2015، وكانت مفاجأة سعيدة غير متوقعة وهي الأولى من نوعها لرئيس الدولة المصرية في العصر الحديث منذ ثورة يونيو 1952، وكانت بمثابة زيارة لتحطيم الحواجز التي صنعتها ظروف متعددة على مدار سنوات طويلة، ووضعت حاجزا طويلا بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف نصري، أن الزيارة أرسل الرئيس من خلالها عدة رسائل مهمة للداخل والخارج؛ أهمها أنه رئيس فعلي لكل المصريين، واستطاع من خلالها توجيه ضربة قوية لفتاوى التحريم التي استمرت لسنوات طويلة ساهمت بشكل كبير في زيادة حالة الاحتقان والتعصب بين أبناء الوطن الواحد، مشددا على أنه من خلال زيارته المتكررة الثابتة أكد أنه يدعم بشكل كبير بالتعاون مع الكنيسة والأزهر، نشر ثقافة السلام والتسامح والعيش المشترك ولم يقتصر الأمر على إطلاق الدعوة بل وجّه بتغيير بعض القوانين التي تسمح بتنفيذ هذه التوصيات حتى لا تتحول إلى مجرد تصريحات موسمية لا يمكن تنفيذها على الأرض دون أي تغيير ملموس على الأرض.
وأضاف نصري أنه لم تقتصر هذه الزيارات على التهنئة بعيد الميلاد المجيد فقط بل تبعها عدد من الخطوات المهمة التي اعتبرها الكثيرون ترجمة حقيقة لرغبة الإدارة السياسية في تحقيق العدالة والمساواة وعلى رأسها ترميم الكنائس التي تضررت بسبب الأعمال الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو، وهو الملف الذي أشرف عليه بنفسه، وأعلن انتهاءه خلال تهنئته البابا في 7 يناير 2017، مؤكدا على الوفاء بوعده والانتهاء من ترميم الكنائس المتضررة في وقت قياسي، وأطلق الرئيس السيسي عدة مبادرات للقضاء على الطائفية أشرك فيها المجتمع المدني والبرلمان والهيئات الدينية وتهدف إلى تنفيذ برامج توعية وتثقيف بأهمية التعايش السلمي والعيش المشترك يجري توجيهها للمواطن البسيط خاصة في صعيد مصر، التي ساهمت بشكل كبير في القضاء بنسبة كبيرة جدا على الفتنة الطائفية وأحداث الشغب والتخريب.
وتابع أن الرئيس السيسي لا يتعامل مع المسيحين على أنهم أقلية بل ويرفض تماما استخدام هذا المصطلح، ويؤكد دائما أنهم جزء من النسيج الوطني يعيشون في مجتمع واحد يحكمه القانون والنظام، وهو الأمر الذي ظهر بشكل واضح في طرحه مبادرة قانون بناء وترميم الكنائس الموحد الذي صدر بحق دستوري طبقا للمادة 235 من دستور مصر 2014 ليطوي الأقباط في 2016 حقبة زمنية طويلة امتدت لأكثر من 160 عاما من حرمان الأقباط من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وعدم وجود قانون واضح المعالم لبناء الكنائس، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إحساس الأقباط بعدم إعمال مبدأ المساواة في حرية العبادة وساهم بشكل كبير في حدوث حالة من الاحتقان المجتمعي.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ بنفسه كمواطن ومسؤول ومد يد السلام والإخاء والتسامح رغبة منه في أن يتبعه المصريون في ترسيخ هذا المبدأ، وتمنى من خلال مبادرته أن يقضي على مشاعر التعصب بين المسلمين والمسيحيين بشكل حقيقي وفعلي والكرة الآن في ملعب المصريين ولنجاح هذه المبادرة يجب محاربة فكرة الدخول في المواجهات والخلافات العقائدية التي تؤدي في النهاية إلى زيادة الاحتقان والتعصب الذي تتوارثه الأجيال القادمة؛ لأن مبادرة الرئيس مبنية في الأساس على فكرة قبول الآخر كما هو دون الدخول في تعقيدات طائفية لأن الدين لله والوطن للجميع.