"عدس" وبليلة" للبردانين في التجمع الخامس للخير
تقف عفاف، ومجموعة من سكان المنطقة، بالقرب من مسجد فاطمة الشربتلي بالتجمع الخامس، حاملين بين أيديهم أكواب من "العدس" و"بليلة بحليب"، ويشيرون إلى سائقين الميكروباص والتاكسي، محاولين إيقافهم ليأخذوا "وجبة دافئة" صنعت خصيصاً، لتكون فكرة خير جديدة لترحمهم من برد الشتاء، في مساعدة المحتاجين التي تقصد تلك الطريق، ابتداءً من عامل النظافة إلى "الفواعلي" الذين ينتظرون رزقهم في جو عاصف مثلج لا يرحم قلة حيلتهم.
قالت عفاف عادل، صاحبة الفكرة، هدفنا تدفئه "الناس اللي بتشقى على رزقها، بأكلة تدفيهم من أيدينا"، وكانت عفاف بدأت توزيع "العدس" من صنع يديها على المحتاجين بمفردها، وشاركها سكان منطقتها بعد نشرها للفكرة، "في الأول كنت بنزل كل جمعة أول ما لقيت البرد جامد في التجمع، وقبلها بيوم أطبخ العدس وأحطه في –كولمن- وأوزعه في الشارع على المحتاجين في كبايات، وأما الأهالي شافوني، وعجبتهم الفكرة باقوا يشاركوني في التوزيع"،
وأضافت أنهم منذ أن اشتدت البرد، أصبحوا ينزلون كل يوم بعد العصر، أول ما الجو يقلب برد، ويتجمعوا عند ميدان الجامع و "كل واحد بكولمن يوزع منه، وفيه حد من الجيران نزل ببليلة وبقى يوزعها معانا".
وتوزع الشابة العشرينية والأهالي، أكثر من 200 كباية "عدس" و"بليلة" في، اليوم، على المحتاجين بمنطقتهم، "بنفضل نوزع على السواقين والغلابة اللي في الشارع، وكل ما يخلص كولمن بنروح البيت نملي تاني ونرجع عشان يفضل العدس سخن، واللي بنوزع عليهم في الجنينة بنقعد ناكل معاهم، ونشاركهم الفرحة، ونحسسهم اني زينا زيهم ومفيش فرق بينا، وهما بيكونوا مبسوطين جدًا".
وأشارت إلى أنهم يوزعون كبايات على السائقين ليستطيعوا شربها أثناء القيادة، أما العمال والفواعلية في الشوارع فتوزع عليهم علب العدس لتدفئتهم من قاعدة الشارع في البرد، وقالت إن هناك من يعتقدون أنهم محل جديد، وأن هذه طريقة دعاية، لكنهم يوضحون فكرتهم لمشاركتهم في الخير".