إسلام يبحث عن أهله بصورته القديمة
على الرغم من مرور 38 عامًا على ابتعاده عن حضن والديه، وإجرائه 54 تحليل DNA، لم يعثر «إسلام» على أسرته، ومع ذلك لم يتوقف لديه حلم العودة لبيته وترك حياة اليتم والحرمان للأبد، يحكي «إسلام» لـ«الوطن» معاناته طوال السنوات الماضية، وبحثه المستمر عن بارقة أمل تعيده إلى بيته.
عاش «إسلام» طفلًا وحيدًا مع سيدة كانت تأوي في بيتها عددًا كبيرًا من الأطفال الأيتام ومجهولي النسب، ليس بقصد مساعدتهم على العيش بل استغلالهم في التسول للتربح من ورائهم، يحكي أنها أطلقت عليه هذا الاسم، وكان يعيش معها حياة قاسية، وبعد أن ألقت الشرطة القبض عليها بتهمة خطف الأطفال، وكان عمره وقتها 10 سنوات، خرج إلى الشارع، وبدأت رحلة بحثه عن أهله: «مكنتش عارف اسمي الحقيقي ولا مكان أهلي، كل اللي أعرفه في الدنيا الست اللي كنت عايش معاها».
تحرر «إسلام» من السيدة التي حرمته من عائلته، رفضت الاعتراف له بأهله الحقيقيين، مما اضطره لنشر قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، أملًا في أن يتعرف عليه أحد، أو تشعر والدته بمشاعر الأمومة تجاهه، ثم اتجه إلى تكوين أسرة، تزوج وأنجب صغار عوضوه عن الحرمان الذي عاشه في الصغر: «نفسي أرجع لحضن أهلي، أنا مش عارف هما عارفين إن أنا حي ولا لأ، اتحايلت عليها كتير مقالتش لحد لما ماتت، وسري راح معاها».
أجرى «إسلام» تحليل DNA رقم 54، وكانت النتيجة سلبية مثل كل المرات السابقة مع الأسر الأخرى، ويبقى سره حتى الآن مع زوج السيدة التي خطفته وماتت في السجن: «نفسي الراجل دا يقولي أنا ابن مين، تعبت من البحث عنهم في كل مكان».
تعليقات الفيسبوك