علماء دين: «الفضائل والحب» هما باب الله الأعظم لتحقيق السلام والسعادة
إدخال السرور على الإنسان من أفضل العبادات
أكد علماء دين أن الله جعل الدين سبباً لسعادة البشر، وأن الحب فى حياة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، تحوّل إلى طاقة إيجابية تجعله يقبل على الحياة بقلب متفائل، مؤكدين أن الحب هو الذى يبعث السكينة فى النفوس، وأن الفضائل والحب هما باب الله الأعظم لتحقيق السلام والسعادة.
«الجمل»: الكرم والإحسان جزاؤهما كبير عند الله وصاحبهما يفوز في الدنيا وهو في أعلى الدرجات بالآخرة
وقال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى والخطيب بالأوقاف، لـ«الوطن»: جعل الله الدين سبباً لسعادة البشر، وذلك لأن الله أنزل الإسلام لحفظ أهم الأمور التى تجعل الإنسان سعيداً مطمئناً، فجعل الإسلام حافظاً لمقاصده الستة وهى حفظ النفس والمال والعقل والدين والعرض والوطن، ومن أهم الخلق التى تساعد على حفظ تلك المقاصد لتحقيق أمان وسعادة النفس وهما الكرم والإحسان، لذلك جعل الإسلام صاحب الكرم والإحسان من أصحاب الأجر والفوز فى الدنيا وفى أعلى الدرجات فى الآخرة. لقوله تعالى «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون». وأضاف: الكرم والجود على الناس باب من أبواب الشكر لله أولاً، حيث إن الإنسان يشكر ربه على منحه من النعم والمال بجوده على غيره مما أكرمه الله به لقوله تعالى «وما بكم من نعمة فمن الله»، وكفى بسلوك الكرم والإحسان أن يكون أهم سمة من سمات الأنبياء والرسل.. ففى صحيح مسلم عن أنس، رضى الله عنه، أنَّ رجلاً سأل النبى، صلى الله عليه وسلم، غنماً بين جبلين فأعطاه إيَّاها، فأتى قومَه فقال: «أىْ قوم، أسلِموا؛ فوالله إنَّ محمداً ليُعطى عطاءً ما يخاف الفقر».
«أبوالسعود»: عمل الخير يخلق مشاعر روحانية تحقق السلام النفسي مثل الزكاة والصدقات ومساعدة الغير من المحتاجين
فى سياق متصل، أكد الدكتور محمد أبوالسعود، أحد علماء الأزهر الشريف، أن التقرب إلى الله بالفضائل وعمل الخير يجعل الإنسان يعيش مشاعر روحانية تحقق له السلام والسعادة، ومن تلك الوسائل الالتزام بالزكاة والصدقات ومساعدة الغير من المحتاجين، وإدخال السرور فى نفوس الأطفال اليتامى بزيارتهم وتقديم الهدايا لهم، وصلة الرحم، والتعامل الطيب مع الآخرين، مؤكداً أن جهاد النفس والبعد عن كل ما يغضب الله من الأمور التى تحقق الراحة النفسية كذلك، ما يجعل الإنسان ينعم بحياة إيجابية، يملأها الرضا.
أضاف: الحب هو باب الله الأعظم لتحقيق السلام والسعادة، إذ روى البخارى عن أبى هريرة قال: قال رسول الله: «إن الله تباركَ وتعالى إذا أَحب عبداً نادى: يا جبريل! إنّ اللَّهَ يحِبّ فلاناً فأَحبه، فيحِبه جبريل، ثم ينادى جبريل فى السماءِ: إِن اللَّه يحِب فلاناً فأَحِبوه، فيحِبه أَهل السماء ويوضع له القَبول فى الأَرض»، مؤكداً أن الحب هو الذى يبعث السكينة فى النفوس، وهو يبدأ من الله، فيقول تعالى فى وصف عباده المؤمنين: «يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ»، فلو امتلأت قلوبنا بالحب لزالت أسباب الشقاق والمنافرة.
بدوره، قال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحب فى حياة سيدنا محمد تحول إلى طاقة إيجابية تجعله يقبل على الحياة بقلب متفائل، فلنا فى الرسول قدوة، إذ يخرج من بيته باسم الله، ويعلن الإيمان بالله، والتوكل عليه، ثم يلتجئ لمولاه أن يجعله إنساناً ينشر السلام والطاقة الروحية الفاضلة، فلا يضل هو ولا يتسبب أحد فى إضلاله، ولا يسقط ولا يتسبب فى إسقاط أحد، ولا يظلم الناس ولا يظلمه الناس، ولا ينشر الألفاظ الجارحة كفعل الجهلاء، ولا يسمع من أحد فى حقه كلمة نابية، إنه يتعوذ من ظلمه لغيره قبل ظلم غيره له، إنه يريد أن ينشر المحبة بين كل خلق الله الذين يراهم كلهم صنيعة محبوبه، فهو -مهما كان فيهم من قبح- يراهم فى منتهى الجمال، كما قال أحد الصوفية معبراً عن هذا المعنى: «ومن رأى الله فى الكل فاعلاً.. رأى جميعَ الكائناتِ مِلاحاً».