«أسماء» عاشقة صناعة الفخار: «مهنة عيلتي.. وعشان أأكِّل ولادي»
أسماء أبواليزيد صانعة الأوانى الفخارية
عندما كانت أسماء أبواليزيد، ابنة قرية الشيخ على فى مركز نقادة جنوب محافظة قنا، صغيرة شاهدت والدها وأشقاءها يعملون فى عمل شاق توارثوه عن الأجداد، فشقت طريقها منذ صغرها، حتى أتقنت صناعة الفخار، وأصبحت أهم وأشهر من يصنعون الأوانى المنزلية بجانب حفاظها على مهنة وتراث مر عليه مئات السنين فى محافظة قنا.
مع صلاة الفجر، تبدأ أسماء البالغة من العمر 52 عاماً، يومها، بالخروج من منزلها الملاصق للورشة التى تملكها، تنهمك فى الطين المجهز والمعد سابقاً، وتجلس وتقطعه قطعاً مناسبة على حسب الإناء الذى يتم صنعه، وتعود إلى منزلها مع غروب الشمس يومياً.
ابنة قنا: أشحن منتجاتي إلى الوجه البحري ونحتاج إلى مكان لأصحاب الحرف التراثية
وقالت لـ«الوطن»: «تعلمت مهنة صناعة الأوانى الفخارية المنزلية من والدى الذى ورثها عن جده، منذ صغرى، وعندما كبرت فى السن وأصبح جسدى يتحمل الجهد الذى يبذل على طبلية الشغل، خرجت وعملت، لكى أحافظ على تراثى وأعمل من أجل إطعام أولادى وحتى لا أحتاج إلى مساعدة من أحد».
وأضافت: «فى البداية، أشقائى رفضوا أن أعمل فى هذه المهنة الشاقة، ولكن والدى رحمة الله عليه شجعنى على تعلمها، وعلمنى، وبعد وفاة والدنا، تعرضنا لظروف بالغة السوء حتى أدركنا أننا لن نشتغل هذه المهنة مرة أخرى وتوقفنا لفترة، ولكن عاهدت نفسى أن أكمل فى هذه الشغلانة مرة أخرى حتى أحافظ عليها وعلى مهنة أجدادنا، وقمت بالعمل مع زوجى، وأصبحت أكبر مورد وأهم صانع أوانٍ منزلية مصنوعة من الفخار فى محافظة قنا».
وأشارت إلى أن جميع طلبيات أعمالها تقوم بشحنها إلى محافظات الوجه البحرى، وهى تعمل بشكل مستمر فى صناعة الأوانى المنزلية المستخدمة فى الطعام، موضحة أنها مستمرة فى هذه المهنة حتى آخر يوم فى عمرها وستورثها لأبنائها، مطالبة بتوفير مكان لأصحاب المهن التراثية، حسب وعد محافظ قنا.