ناقد فني: سينما ما بعد ثورة يوليو عبرت عن كفاح المصريين ضد المحتل البريطاني
أشرف غريب، ناقد فني
رصد الناقد الفني أشرف غريب، الأفلام التي تناولت ذكرى ثورة 23 يوليو، في عقدي الخمسينيات والستينيات، حيث سلطت الضوء على كفاح المصريين ضد الاستعمار والفساد السياسي في البلد، كاشفا أنها فترة خصبة في مراحل السينما المصرية.
وقال في تصريحات لــ«الوطن»، إن السينما المصرية تفاعلت سريعا مع ثورة يوليو 1952، وفي عامها الأول قدم حسين صدقي، فيلم «يسقط الاستعمار» بعد أسابيع أو أشهر قليلة من قيام الثورة، وذلك في رد فعل طبيعي وتلقائي لفكرة الحماس الوطني التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وخصوصا أن الفيلم عمل على فطرة الاستعمار وليس الأمر الداخلي الذي له علاقة بفساد الأحزاب كما حدث بعد ذلك، والحس الوطني كان مهما للغاية أن يظل متواجد، وخاصة في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإنجليزي، الذي بدأ قبل ثورة 1952 مع إلغاء معاهدة 36 عندما ألغاها النحاس باشا في أكتوبر 1951.
وأضاف غريب: «مع فترة الخمسينيات والستينيات زادت نبرة الأفلام التي عملت على ثورة يوليو مثل فيلم (الله معنا) عام 1955، و(رد قلبي) 1957، و(في بيتنا رجل) عام 1961، ثم تتابعت الأفلام، ومن الممكن أن يتم تقسيمها لمجموعة من الأفلام المختلفة ولكنها تصب في فترة ما قبل 1952، إذ نرى أفلاما ضد الاستعمار الإنجليزي في مصر، مثل (في بيتنا رجل) وفكرة الكفاح ضد الإنجليز، ومثل فيلم (ثمن الحرية) الذي قدمه نور الدمرداش عام 1966، وفكرة الإنجليز من بعد ثورة 1919، وتنكيلهم بكثير من المصريين، أيا كانت طوائفهم، وأيا كانت فئاتهم، حتى الدينية».
وتابع بأننا «نرى مثلا نوعية أخرى من الأفلام عن الفساد السياسي والبوليس السياسي، وذلك شاهدناه في (الله معنا) و(غروب وشروق)، ونجد أشياء لها علاقة بطبقة الإقطاع وطبقة البشوات، مثل (صراع في الوادي) وفكرة البشوات الفاسدين أو المفسدين أو غير الموالين للوطنية المصرية، رغم أننا لا نستطيع أن نقول أن كل البشوات كانوا كذلك، وأنه يوجد كثير من البشوات وطنيين، وكانوا مناصرين للقضية الوطنية في مصر».
صوت السينما في ثورة يوليو 1952
واستكمل غريب قائلا: «والمدهش أن السينما المصرية ازدهرت في خمسينات وسيتينات القرن العشرين بالأفلام الوطنية، يعني نقدر أن نقول في فترة الرئيس عبد الناصر، ولكن من بعد رحيل عبد الناصر في عام 1970 خفت تقريبا صوت السينما المصرية، التي لم تتحدث عن ثورة يوليو إلا قليلا».
كفاح الشعب المصري بعيون سينما ثورة يوليو
وأضاف غريب، أنه في كل الأحوال سينما يوليو 1952 عبرت بشكل أو بآخر عن كثير من مراحل كفاح الشعب المصري وصولا لثورة يوليو، ويكفينا فيلم «رد قلبي»، أيقونة ثورة يوليو.
وأشار إلى أن المخرجين، مثل عز الدين ذو الفقار، وبركات، كانوا لديهم من الفصاحة الفنية، أن يقدموا أفلاما جيدة للغاية ومتماسكة وصالحة، وأن يتم رؤيتها حتى اليوم بالرغم من مرور على الحدث الكثير من السنوات، فنرى بعض الأفلام التي سلطت الضوء على فكرة الفساد، في مرحلة ما قبل الثورة، وفي مرحلة ما بعد الثورة هناك أفلام مرت بعهدين، مثل فيلم «السمان والخريف»، وأنه في المجمل الثورة كانت حاضرة وبقوة في كثير من الأفلام بالذات في الخمسينات والستينات».