هل يسبب إلغاء اتفاق تصدير الحبوب أزمة غذاء في أفريقيا؟.. خبراء يوضحون
روسيا وأوكرانيا- تعبيرية
منحنى جديد تمر به الأزمة الروسية الأوكرانية، في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الروسية، قبل أيام، خروج البلاد من اتفاقية تصدير الحبوب التي طرحتها الأمم المتحدة، من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وتم التوقيع عليها في يوليو من العام الماضي، من أجل تقليل الأضرار الواقعة على الدول الفقيرة المتضررة من الأزمة الروسية الأوكرانية.
وبموجب الاتفاق، الذي وقعته روسيا وأوكرانيا مع الأمم المتحدة وتركيا، سمحت موسكو بتصدير الحبوب عبر ممر بحري إنساني، متفق عليه قبالة اسطنبول، على أن يتم إخراج السفن بعد تفتيشها بواسطة فريق خاص من المفتشين، ويتكون فريق الخبراء من روس وأتراك وأوكرانيين.
أهمية اتفاقية الحبوب
تعود أهمية الاتفاق في كونه يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي، على الحبوب ولكن بعد إلغاء هذه الاتفاقية هل يتأثر الغذاء في أفريقيا؟
وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، في تصريحات لـ«الوطن» إن إلغاء اتفاقية الحبوب، بين روسيا وأوكرانيا، لها بالطبع تأثير على بعض الدول الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب من روسيا وأكرانيا، وهذا يسبب مشكلة كبيرة، ولكن في نفس الوقت إلغاء هذه الاتفاقية يستخدم كسلاح سياسي في الحرب بين الطرفين.
وتابع «حليمة» أن هناك تصريحات من الجانب الروسي وأخرى من الأوكراني بأن كل منهما سيعمل منفرداً على ألا يحدث ضرراً أو تأثيراً على الدول التي تستورد القمح والحبوب بكميات كبيرة، ومن أبرزها الدول الأفريقية.
وأشار إلى أن هناك وسائل بديلة في حال عدم تجديد اتفاقية الحبوب، مثل أن تقوم الدول الأفريقية بزراعة حبوب القمح بكميات وفيرة، ولكن هذه الوسائل قد تحتاج إلى جهود كبيرة من جانب الدول ومن جانب الأمم المتحدة، لمحاولة العودة إلى إتمام تلك الاتفاقية.
ومن جانب آخر، قال أحمد العناني، الباحث في الشؤون الدولية، إن هناك دول عديدة سوف تتأثر بإلغاء تلك الاتفاقية، من أبرزها دول شمال أفريقيا ودول أفريقيا الوسطى وغيرها من دول القارة الأفريقية، لأنها تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
أضاف «العناني» أن انسحاب الجانب الروسي من الاتفاقية جعل الأمم المتحدة تنادي بكل قوة بأن تكون هناك مفاوضات مرة أخرى لعودة الاتفاقية مجدداً، وذلك لأن هناك دول عديدة سوف تتضرر من هذا الأمر، كما أن إلغاء تلك الاتفاقية يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
تعليق الأمم المتحدة على إلغاء الاتفاقية
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع بسبب قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية: «المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة، سيدفعون الثمن»، بحسب ما نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية.
من جهتها، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-جرينفيلد، أن إلغاء الاتفاقية يعد «عملاً وحشياً» جديداً من جانب موسكو، مشيرة إلى أنه «في وقت تمارس فيه روسيا ألعاباً سياسية، فإن أناساً فعليين سيعانون»، بحسب قولها.