«الصم» ينتفضون لـ«غزة»: استغاثات بلغة الإشارة.. ومساعدات إلكترونية
الصم والبكم يدعمون غزة
خفقات قلوبهم كانت أسرع من إشارات أيديهم وهم يشرحون ما حل بأشقائهم في قطاع غزة، خاصة أقرانهم من الصم وضعاف السمع، فالمصاب جلل، وتأثيره على ذوى الهمم أشد فتكا، ما دفع عددا كبيرا من الصم وضعاف السمع في مصر لمحاولة تقديم الدعم لنصرة فلسطين، بشتى الطرق بداية من الدعاء وتقديم المساعدات وحتى التواصل مع بعض الأهالى في القطاع المحتل.
الصم والبكم يدعمون غزة
داخل ساحة مسجد كانت بداية التعاطف والحماس لدعم الأشقاء في غزة، فبينما كان مجموعة من الصم وضعاف السمع يستمعون إلى خطبة جمعة مترجمة بلغة الإشارة، تتحدث عن معاناة المسلمين في غزة، وتجبر قوات الاحتلال الإسرائيلي، شعر الموجودون برغبة لتقديم الدعم والمساعدة، وعبروا عن مدى أسفهم لما آلت إليه الأوضاع.
يحكي سعيد سامى، مترجم لغة إشارة، أنه بمجرد ترجمة خطبة الجمعة، وعقب الانتهاء من الصلاة تبادل الحديث مع الصم عن الأوضاع في غزة، وعبروا له عن رغبتهم في تقديم المساعدة، بالتواصل مع أقرانهم في غزة، لنقل أصواتهم ومعاناتهم، وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بلغة الإشارة لكل الصم وضعاف السمع في العالم.
أكثر من مقطع فيديو قام الصم في مصر بتداوله على نطاق واسع، تنقل معاناة أهالى قطاع غزة من الصم بلغة الإشارة، وذلك في المناطق التى تعرضت للقصف ولأطفال في المستشفيات، بحسب «سامى»: «من بين الفيديوهات مقطع لشاب أصم علامات الحزن والغضب تملأ وجهه، وهو يقف بين ركام منزله الذي تم قصفه، ويؤكد أن في هذا الشارع كانت تسري به الحياة، وفجأه حل به الخراب، بسبب القصف الجوي الغاشم بالقنابل».
نقص الإمكانيات هو أبرز ما يعانيه أهالي غزة بشكل عام، وذوو الهمم على وجه التحديد، وهو ما لمسه «سامي» والشباب الأصم في مصر من خلال التواصل معهم عبر الفيديوهات: «تواصل الصم في غزة مع أقرانهم هنا جعل الصم في مصر حريصين على تقديم المساعدات، سواء العينية، أو عن طريق الاستغاثات بلغة الإشارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن جمعيات للصم وضعاف السمع في الأراضي المحتلة تعرضت للقصف، ويعيش التابعون لها أشد المعاناة، ويرسلون رسائل بلغة الإشارة للصم في جميع الدول، ومنها مصر».