«الإفتاء»: يجوز إحياء ذكرى الأولياء والصالحين بشرط
أرشيفية
يحرص كثيرون على الاحتفال بذكرى الأولياء والصالحين من خلال إحياء يوم ميلادهم أو وفاتهم، بأنواع القُرَب المختلفة، ليتبادر إلى الأذهان سؤال عن حكم إحياء ذكرى الصالحين بإقامة الموالد لهم.
حكم الاحتفال بالأولياء
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية، الحكم الشرعي، إذ قالت إنه أمرٌ مرغَّب فيه شرعًا؛ لِمَا في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولا بأس من تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين؛ سواء أكانت أيام مواليدهم أم غيرها؛ فإن هذا داخلٌ تحت عموم قول الله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].
وتابعت دار الإفتاء: مِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع؛ شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده، واحتفالًا بيوم ميلاده كما سبق في حديث أبي قتادة الأنصاري في «صحيح مسلم»، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه؛ شكرًا لله تعالى، وفرحًا واحتفالًا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كرَّم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه، فقال سبحانه: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ﴾ [مريم: 15].
شرط الاحتفال
وأضافت: «وأما ما قد يحدث في هذه المواسم من تجاوزٍ؛ كالاختلاط الفاحش بين الرجال والنساء أو نحو ذلك مما هو منهي عنه شرعًا، فإنما ينبه أصحاب هذه التجاوزات إلى الرجوع عنها والاهتمام بالمقصد الأساس الذي أُقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة».
ولفتت الإفتاء المصرية إلى أنه لا يجوز للمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بمثل هذه المسائل ويجعلوها قضايا يحمل بعضهم فيها سَيف الكلام على صاحبه، فيكون جهادٌ في غير وَغًى، ويكون ذلك سببًا في تفريق الصفوف وبعثرة الجهود، ويشغلنا عن بناء مجتمعاتنا ووحدة أمتنا.