النفط يشعل فتيل الأزمة.. طبول الحرب تدق في أمريكا اللاتينية بين فنزويلا وغويانا
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
مع تصاعد الأزمة بين الدولتين الجارتين غويانا وفنزويلا في قارة أمريكا اللاتينية والمرتبطة بمنطقة إيسيكيبو المتنازع عليها والتي تعد غنية بالنفط، واستعداد جيوش 4 دول -ما بين الدولتين محل النزاع وآخرتين داعمتين- للدخول في الحرب، تم مناقشة الأمر في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة الماضي، دون إدلاء أي تصريحات مرتبطة بما حدث، بحسب ما ذكر موقع «فرانس 24».
ماذا يحدث في أمريكا اللاتينية؟
ورغم أن تاريخ الخلافات بين الجارتين في أمريكا الجنوبية تمتد منذ أكثر من قرن فيما يتعلق بمنطقة إيسيكيبو المتنازع عليها، لكن فتيل الأزمة اشتعل مع اكتشاف شركة إيكسون موبيل الأمريكية النفطية العملاقة، العاملة بموجب تراخيص من غويانا، كميات كبيرة من احتياطي النفط في المنطقة؛ لتخرج فنزويلا فجأة، وتجري استفتاء شعبي على ضم الإقليم لسيادتها؛ لتأتي موافقة الشعب بأغلبية 95%، مما اعتبرته الدولة المجاورة تهديد للسلام والأمن الدوليين، بحسب «سكاي نيوز».
وتمثل منطقة إيسيكيبو نحو ثلثي أراضي غويانا، ويعيش بها 125 ألف نسمة من عدد سكان هذا البلد البالغ 800 ألف نسمة، لكن في الوقت ذاته تطالب بها أيضا فنزويلا التي خرجت معلنة عن مناورات عسكرية مشتركة بين غويانا والولايات المتحدة التي تساند الأخيرة لإيمانها بأن ما يحدث اعتداء على حق الدولة التي تشرف على إدارة المنطقة منذ أكثر من قرن، فيما تتأهب البرازيل بجيشها بسبب القلق المتزايد إزاء التوترات على الحدود الشمالية لبلادها.
ووسط حالة من التوتر، خرج الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، داعيا الجمعية الوطنية إلى إقرار قانون لحماية المنطقة المتنازع عليها، بجانب الحديث عن إنشاء ولاية فنزويلية جديدة غرب نهر إيسيكويبو، والتفعيل الفوري لخطة المساعدة الاجتماعية لجميع سكان هذه الأراضي وإحصائهم وإصدار الوثائق الفنزويلية اللازمة لهم، فيما خرج رئيس غويانا، قائلا إن بلاده تعتبر تصرفات كاراكاس بعد الاستفتاء لدمج منطقة إيسيكويبو المتنازع عليها بمثابة تهديد للأمن القومي.
لقاء مرتقب بين زعمي فنزويلا وغويانا
ومع تصاعد الأزمة وتدخل قادة العالم أعلن رالف غونسالفيس، رئيس وزراء سانت فنسنت والغرينادين، أن رئيسي فنزنيلا نيكولاس مادورو، وغويانا عرفان علي سيعقدان لقاء في بلاده لبحث تسوية النزاع على إقليم إيسيكويبو، قائلا في رسالة نشرتها قناة «VTV» الفنزويلية: «ترى قيادة مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، أنه من الضروري عقد اجتماع بين رئيسي غويانا وفنزويلا في سانت فنسنت والغرينادين في الساعة 10 صباحا من 14 ديسمبر الجاري لمناقشة الخلاف الحدودي بين هذين البلدين العظيمين».
وبحسب ما جاء في موقع «روسيا اليوم»، فإن الزعيمين بالدولتين وافقا على عقد لقاء تحت رعاية مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي تترأسها حاليا سانت فنسنت والغرينادين، وذلك مع رغبة زعماء مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي ومجموعة Caricom عن اهتمام جميع الأطراف المعنية بالتسوية والحاجة الملحة إلى التهدئة والحوار المباشر بين رئيسي غويانا وفنزويلا.