مصير أشهر 3 أصدقاء في دولة الحشاشين.. وزير وشاعر وأمير جماعة
صديق الطفولة يتحول لأول ضحية في قوائم اغتيالات الحشاشين
مسلسل الحشاشين
تناولت عشرات الكتب والروايات سيرة جماعة الحشاشين القتالية، وعرضت تفاصيل نشأة الجماعة ومؤسسها حسن الصباح، وأحوال البلدان التي عاشت الجماعة في رحابها، والجرائم التي ارتكبتها الجماعة وراح ضحيتها مشاهير من الدعاة والقضاة والوزراء.. والحكام أيضا.
تاريخ ميلاد حسن الصباح زعيم الحشاشين
يُعد كتاب «حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي» واحدا من أهم الكتب، حيث سعى مؤلفه الدكتور محمد عثمان الخشت إلى توثيق تاريخ الجماعة ومؤسسها حسن الصباح، وتفنيد الروايات المتداولة عنهما، والتأكد من مدى صدقها.
الباب الثالث من هذا الكتاب ويتضمَّن 16 فصلا، أولها الظروف الممهدة لنشأة حركة الحشاشين وختامها انتقام حسن الصباح من أكبر خصومه وخصوم جماعته.
تناول «الخشت» في هذا الباب من كتابه، الروايات المتعددة عن عام ميلاد حسن الصباح، ورجَّح أن يكون التاريخ الحقيقي لميلاده عام 428 هجريا الموافق 1037 ميلاديا في مدينة (قم) التي كانت ولا تزال موطن الشيعة الاثنى عشرية.
وعرض الكتاب مقتطفات من روايات حسن الصباح عن نفسه، وهي أقرب لسيرة ذاتية رواها المؤرخ الفارسي علاء الدين الجويني في كتابه (جهان كاشاي)، وجاء فيها حديث حسن الصباح عن قناعاته: «منذ طفولتي.. بل منذ بلوغي السابعة من عمري كان اهتمامي ينصب على تلقي العلوم والمعارف والتزود بكل ما أستطيع منها في سبيل توسيع مداركي، وكنت كآبائي قد نشأت على المذهب الاثنى عشري في التشيع، ولم أكن أرى في غيره طريقا للخلاص من ذلات العالم».
الأصدقاء الثلاثة يتحولون إلى أعداء بسبب الحشاشين
يعرض الكتاب واحدة من الرؤية التاريخية الشهيرة عن 3 أصدقاء تحولوا إلى أعداء بسبب جماعة الحشاشين القتالية، الأصدقاء الثلاثة هم الوزير (نظام الملك) والشاعر الشهير عمر الخيام، وحسن الصباح زعيم جماعة الحشاشين، ووفقا لما ورد في الكتاب فإن «صداقة الطفولة جمعت حسن الصباح والشاعر عمر الخيام ونظام الملك وزير الدولة السلجوقية، وتلقوا العلم سويا وتعاهدا على أن أي نجاح يحققه أحدهما قبل الآخرين يعينهما على تحقيق ما وصل إليه، ولما كان نظام الملك الأسبق بينهم في الوصول إلى الأضواء والسلطة بعدما أصبح وزيرا، فإنه عرض على حسن الصباح تولي إمارة إحدى الولايات فرفض، لأنه أراد منصبا أكبر في بلاط السلطان، كما رفض الشاعر عمر الخيام تولي الإمارة لأنه أراد راتبا يعينه على التفرغ للفكر والاطلاع بعيدا عن هموم الحكم».
ويقول «الخشت»، في كتابه، إن هذه الرواية غير حقيقية، لأن نظام الملك يكبر الصباح بـ20 عاما، لكنه رجَّح احتمالية أن يكون الخيام والصباح تعارفا أو تزاملا في دراستهما لأن تاريخي وفاتهما متقاربان، مؤكدا أن الخيام توفي 515 والصباح توفي 518 هجريا، وكلاهما درس الرياضيات والفلسفة وعلوم الدين.
أول ضحية لقوائم اغتيالات الحشاشين
لكن المفارقة التي يكشفها الكتاب هي مصير الأصدقاء الثلاثة الأشهر ضمن سيرة جماعة الحشاشين القتالية، فالثلاثي الشهير في رحاب هذه الجماعة جمعتهما صداقة مزعومة.. وعززها تشابك الأحداث التي تجمع الشخصيات الثلاثة وتتراوح بين محاولات الود والصداقة وتصل إلى مرحلة سعي كل شخص منهما للتخلص من الشخصين الآخرين، ولكل منهما دافع مختلف، وتصل الأحداث إلى ذروتها بعد أن يقرر الصباح أن يكون نظام الملك أول شخصية سياسية يجري اغتيالها على أيدي مجموعة مقاتلين شباب اختارهم زعيم الحشاشين لبث الرعب في نفوس معارضيه، وإرهاب الأهالي وإجبارهم على الخضوع لجماعته.