لم يعد بلا شك الأداء الإعلامى الحالى، سواء مرئياً أو مقروءاً على قدر التحدى نفسه الذى تجتازه مصر لما يحمله من تحريض واضح أو مستتر، يبدو أنه يستهدف الشعب وليس القيادة السياسية فحسب! ولذا أتصور أنه على الجميع الآن أن يعيد النظر فى قناعاته وأن يقرر من سوف يدعمه، هل مصر؟ أم زعماء وشخصيات سابقون أو لاحقون من تاريخها أو أجندات شخصية؟! فنحن لدينا الآن رئيس يحمل برامج ومشاريع للعمل، ولذا أعتقد أن الوقوف بجانبه ودعمه لتحقيق هذِه الأهداف لهو واجب وطنى على كل من يريد خيراً لهذا البلد ولهو أيضاً العمل أو الشعور الوطنى الحقيقى الذى يجب أن يقدّم لمصر بدلاً من المزايدات ومحاولات جذب الوطن إلى الخلف، مع عدم التشكيك مجدداً فى نوايا أو سياسة المؤسسة العسكرية انطلاقاً من ثقة الْجَمِيع فى انحيازها الكامل والمستمر إلى الشعب، كمؤسسة وطنية دعمت إرادته فى ثوراته، بل فى جميع المراحل التاريخية المهمة التى مر بها تاريخياً، فما بين فلول «الحرية والعدالة» وفلول «الحزب الوطنى» وأيضاً بعض من آمنوا بمبادئ ثورة يناير أو ادعوا ذلك، يتأرجح المشهد بين انتقادات وصيحات تتعالى من هنا وهناك لأداء الإدارة الحالية للبلاد فى وقت يتطلب فقط العمل لاستكمال ما بدأناه بالفعل أو على الأقل عدم عرقلة العمل ومحاولات الإنجاز لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر، ولنعبر إلى الاستحقاق الثالث بأمان، فقد أصبحت الآنَ هذه المرحلة أشبه ما يكون بعنق الزجاجة، فالمزايدات لا طائل منها، خاصة أن الفرصة كانت سانحة من قبل أمام كل من تتعالى الآن أصواتهم للعمل من أجل مصر حتى كادت سفينة الوطن تغرق فى مراحل مختلفة بالجميع، دون استثناء، وها هم الآن وقد تحول ولاؤهم للوطن إلى ولاء لأشخاص أو رموز يخوضون حروباً من أجلهم بالوكالة بعدما اختزلوا قيمة الوطن فى قيمة هؤلاء فأصبحوا يقدّسونهم أكثر من قدسية الوطن بالنسبة إليهم، بينما كان من الأفضل أن يتركوا التاريخ ليقول كلمته فِيمَا بعد، دون مجاملة أو إجحاف بشأن كُل من اختلفت حولهم الآراء من تِلْك الرموز! وهنا أتساءل ألم نعى جميعاً بعد أن مصر فوق الجميع؟ فمصر هى الأرض والعرض والتاريخ والبسطاء الذين يدفعون الثمن دائماً فى صمت واستسلام دون أدنى أمل فى تحسّن حقيقى لظروفهم، غير أن هؤلاء البسطاء الآن فى انتظار أن يوفى الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى بوعوده تجاههم، فلا أقل من أن يعمل الجميع من أجل هذه الأهداف العظيمة بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع القيادة الحالية فى بعض الأمور أو الملفات، فنحن الآن نبذل قصارى جهدنا لنسابق الزمن فى العمل على إتمام مشاريع كبرى قد بدأت بالفعل، وبالتالى فهناك علامات استفهام كبيرة تفرض نفسها بشأن ما يُثار على بعض الفضائيات الخاصة من محاولات لإحباط الرأى العام بالتشكيك فى الأداء السياسى لمؤسسات الدولة والإرادة السياسية لها، سواء بمناسبة أو دون مناسبة، وكذلك بث روح الفرقة والتشتيت من خلال طرح بعض القضايا المثيرة للجدل للتناول الإعلامى، وبشكل مفتعل فى كثير من الأحيان، فما الهدف الحقيقى إذن من وراء كل ذلك؟ ولمَ التجاهل الواضح لاستغاثات الكثير من المشاهدين ولصرخات خبراء وأساتذة الإعلام الأفاضل الذين يتسمون بالوطنية الشديدة ويعلمون عاقبة ما نحن فيه الآن، سواء سياسياً كان أو اجتماعياً! ولذا أعتقد أننا لم نعد نملك رفاهية الاختيار أو النقد لمجرد النقد والتشكيك، مع اعتبار مثل هذه الأدوار المشبوهة خيانة حقيقية للوطن! علينا فقط أن نختار أن نكون أو لا نكون، فهذه هى القضية، وإلى اللقاء الأسبوع المقبل.