الإخوان يحرضون البرلمانات والمنظمات الأوروبية ضد "مصر"
صعَّد تنظيم الإخوان من حربه الخارجية ضد مصر، وتواصلت قياداته مع البرلمانات الأوروبية والمنظمات الحقوقية الدولية لتحريضها ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزارة الداخلية، والقضاء، وتشويه صورة النظام، بعد تنفيذ أحكام الإعدام الأخيرة ضد خلية «عرب شركس»، وقرار إحالة أوراق محمد مرسى، الرئيس المعزول، وقيادات الإخوان إلى المفتى فى قضيتى «التخابر مع حماس» و«الهروب الكبير».
وقال مصطفى حجاج، أحد كوادر الإخوان الشبابية، لـ«الوطن»: إن قيادات الخارج بدأوا التواصل مع عدد من المنظمات، وكلفوا هيثم أبوخليل، القيادى بالمجلس الثورى الإخوانى فى تركيا، بمخاطبتها، وعلى رأسها لجنة حقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية، ومنظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس مونيتور، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا، لمطالبتها بالتحرك ضد السلطات المصرية، والتدخل لوقف أحكام الإعدام بحق الإخوان وأنصارهم.
وأضاف «حجاج» أن «أبوخليل» سيسلم تلك المنظمات ما اعتبره أدلة عن انتهاكات القضاء والداخلية ضد أنصار «مرسى»، لافتاً إلى أن «برلمان الإخوان»، فى تركيا، أرسل خطابات لبرلمانات بريطانيا وإسبانيا وفرنسا لمطالبتها بإدانة الأحكام الصادرة ضد قيادات التنظيم.
من جانبه، التقى جمال حشمت، القيادى الإخوانى الهارب إلى تركيا، مع أنصار «المعزول» فى بريطانيا، لمطالبتهم بتنظيم فعاليات احتجاجية ضد مصر، وتكثيف المظاهرات المناهضة لـ«السيسى» وللنظام المصرى فى بريطانيا، والتواصل مع البرلمانات الأوروبية لتعريفها بحقيقة الأوضاع فى مصر.
فى سياق متصل، جدد راشد الغنوشى، زعيم حركة «النهضة» الإخوانية التونسية، مطالبته السعودية بقيادة مصالحة تاريخية فى مصر، قائلاً فى تصريحات لوكالة «قدس برس» للأنباء: «دعوت خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى قيادة مشروع تصالحى فى المنطقة مع الإخوان، خصوصاً فى مصر، انطلاقاً من موقعه فى قبلة المسلمين ومكانة المملكة لديهم، وأنا مستعد أن أساعد فى هذا الاتجاه».
وحثَّ «الغنوشى» المصريين على الاتجاه إلى المصالحة بدلاً من المغالبة، مضيفاً: «دعوتنا ملحة إلى التراجع عن هذا الحكم وإلى ابتغاء طريق المصالحة، لا أحد يمكن أن يقصى الآخر، ولا أحد يتصور مصر دون الإخوان فى هذا الزمن، ولا مصر دون دور ريادى للجيش، والسبيل الوحيد هو الحوار والمصالحة والبحث عن التوافق وليس الانفراد بالحكم».
وكشفت مصادر مقربة من الإخوان لـ«الوطن» أن التنظيم يسعى جاهداً فى الفترة الراهنة للتوصل إلى اتفاق مع القيادة السياسية فى مصر، وأن قيادات الخارج فوضت كلاًً من راشد الغنوشى، ومنصف المرزوقى، للتفاوض مع دول عربية، على رأسها السعودية، لتوثيق مبادرة مصالحة متكاملة مع مصر، لافتة إلى أن «الغنوشى» طالب من الإخوان إقرار وثيقة لنبذ العنف، وتجديد الخطاب ليصبح إصلاحياً. فى المقابل، قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام، إن كل محاولات الإخوان الخارجية للتصعيد ضد مصر «خائبة»، وسبق أن لجأ إليها التنظيم، سواء أمام المحكمة الجنائية الدولية فى «لاهاى»، أو الدول الأجنبية والمنظمات الدولية، إلا أنها باءت كلها بالفشل، ورفضت «الجنائية الدولية» مزاعم التنظيم الإرهابى عن أن السلطات فى مصر وثورة 30 يونيو ارتكبت جرائم ضد الإنسانية فى حوادث عديدة أشهرها فض التجمع المسلح فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، وقررت وقتها أن حزب الحرية والعدالة، الإخوانى، لا يحوذ أى سند أو سلطة أو صفة تمثيلية ينوب بمقتضاها عن الشعب والدولة.