65 عاماً فى بيع السوبيا واللبن الرايب.. "القربة" مبتأكلش عيش
يحمل «قربة» مصنوعة من الجلد على ظهره ويسير هائماً منادياً فى شوارع القاهرة «سوبيا.. لبن رايب»، مهنة «محمود فتحى» منذ 65 عاماً هى بيع أكياس من السوبيا واللبن الرايب للمارة، لا يكف عن السير ولا يتوقف عن المناداة حتى يهتدى إلى زبائن يحبون هذا النوع من المشروبات.
بهدوء يجلس على الأرض، ويضع «زكيبة» مصنوعة من الخوص إلى جواره، ويبدأ فى ملء الأكياس الصغيرة بالمشروبين الذين يبيعهما باستخدام أكواب صغيرة لا تتجاوز طولها عدة سنتيمترات ثم يستكمل طريقه.
«أنا من المنيا واشتغلت فى الشغلانة دى مع عمى فى الأول وأنا عندى 7 سنين، وبعد كده اشتغلتها لوحدى» كلمات مقتضبة عن مهنة «عم محمود» التى يعشقها رغم دخله الضئيل: «السوبيا واللبن الرايب مش بيجيبوا همّهم زى زمان بس أنا معرفش مهنة غيرها».
للرجل طريقة مختلفة فى عرض بضاعته، فهو لا يكتفى بالتجول أو المناداة بصوت عال، بل يجلس أمام كل محل فى الشارع ويعرض أكياسه الصغيرة أمام صاحب المحل، أملاً فى الخلاص منها قبل موعد الرحيل: «لازم أخلص السوبيا واللبن الرايب اللى معايا فى آخر النهار لأنها صابحة بعملها يوم بيوم ومينفعش تبات لتانى يوم».
الدخل الذى يجمعه «عم محمود» من السوبيا واللبن الرايب، يرسله لأسرته وأولاده فى المنيا، فهو صعيدى الأصل ويصنع مشروباته بالطريقة الصعيدية التى لم يغيرها منذ وطئت قدمه أرض القاهرة: «بستخدم الطريقة اللى كان جدودى بيستخدموها فى صنع السوبيا واللبن الرايب من القرب الجلد والزكيبة علشان حرارتها متقلش مع الوقت، وعمرى ما هغيرها لغاية آخر فى يوم عمرى».