البسي فستانك واستردي أنوثتك
البسي فستانك واستردي أنوثتك
دينا أنور
أنا وإنتي وهي طلعنا للأسف من جيل سرق من المرأة كل معاني الجمال والأناقة والرقة والأنوثة والبساطة، جيل إختفى فيه الفستان والجيبة والبلوزة والتايير، اللي كانوا بيبرزوا نعومة وأناقة المرأة،وبيظهروا جمالها وأنوثتها بشكل راقي وغير مبتذل.
ومع رؤيتي لبنات جيلي والجيل اللي بعده اللي كانت حجته التقرب من الله والإحتشام، لقيت إن البنات تحوّلوا من تابلوهات جميلة لشوية شخبطات بألوان غير متناسقة كلياً،باديهات كارينا بألوان مبهرجة وعليها تونيكات منقوشة بألوان مستفزّة، بنطلونات سكيني بتفصّل الجسم بكل ديفوهاته،طرح منقوشة ومخططة ومقلمة وفيها ترتر وشراشيب،شيميزات بزراير من قدام أشبه بالقمصان الرجالي،عبايات سودا قاتمة ملهاش أي علاقة بالهويّة المصرية،إسدالات ونقاب وملابس بتخللي المرأة تبدو في منظر موحش ومخيف .
وسط كل اللخبطة دي هل ياترى قدرنا نوصل بالمجتمع لفكرة الإحتشام !! إطلاقاً، لأن المجتمع الذي يفقد سر جمال الحياة وهو جمال الأنثى، من المستحيل أن يسمو أو يرتقي أو ينمو، اللبس اللي بينافي طبيعة الأنثى في إبراز جمالها وسحرها لازم يخللي البنت تتحول إلى مسخ لاينتمي لأي مدرسة من مدارس الأناقة،
لو دورنا جوا كل أنثى هنلاقي إن ميولها الطبيعية بتشدها ناحية الفستان، فساتين سعاد حسني وشادية ونادية لطفي وهند رستم لسه بتلاعب خيالاتنا رغم إنها اختفت دلوقتي وحلّ محلها ملابس تنكرية بصبغة دينية مزيّفة!!
مين فينا ما تحبش تلبس فستان منفوش بألوان الربيع وتلبس عليه جزمة بكعب وتشيل في إديها شنطة سيمبل وتطلع من بيتها الكل يقوللها اتفضللي يا هانم!!!
مين فينا مانفسهاش تحضر إجتماع شغلها بتايير أنيق وبسيط وتحتيه بلوزة ساتان ناعمة أو شيميز شيفون رقيق!!!
مين فينا ما بتحلمش تخرج مع صاحباتها وتلبس جيبة وبلوزة وتقعد حاطة رجل على رجل وكلها ثقة بنفسها وبأناقتها وبساطتها!!!
نفسي أعرف ليه اللبس الأنثوي بقى مقتصر بس على الأفراح والمناسبات، وليه كل اللي البنت نفسها تلبسه بتشيله للمصيف وللسفر وللمناطق الساحلية، إيه الفكرة؟؟ إن في المناسبات والأماكن دي في ناس كتير هيبقوا لابسين زيك وشكلك مش هيكون منتقد !!!
طيب إيه المانع يا جميلة لو بدأتي بنفسك ولبستي فستان في كل خروجاتك؟! وإخترتي لكل خروجة الفستان اللي يليق معاها، هتحسي في الاول انك منتقدة وغريبة؟! بس صدقيني مش هيقدروا يخبوا نظرات الإعجاب بيكي وبقوتك وتحديكي ليهم، مرة في مرة هيبقى ده ستايل لبسك وهتفرضيه على كل اللي حواليكي بل وبعد فترة هتلاقيهم كلهم بيحيوكي والبنات هيقلدوكي لأن شكل البنت في الفستان لوحة فنية جميلة لا يستنكرها إلا مريض أو عدو للجمال.
يلا نطلق مع بعض حملة "إلبسي فستانك وإستردي أنوثتك"، يلا نحارب طيور الظلام اللي لعبوا في عقول بناتنا وسيداتنا وحولوهم لأشباح بيروجوا للفكر الوهابي المتطرف المعادي للحياة،يلا كلنا نشتري فساتين مختلفة لمناسبات مختلفه كل واحدة حسب إمكانياتها وأسلوب حياتها، المهم إننا نرجع الشكل التقليدي للبنوتة وهوة إنها تبقا شبه الفراشة بين الزهور،بتتمختر بخفة ودلع وفرحانة بأنوثتها وسحرها وأناقتها.
لا لملابس العورة، لا للملابس التي تشبه ملابس الرجال، لا لأي قُبح يشوه جمال المرأة ورقتها وعذوبتها، الفستان هو الصديق المخلص للأنوثة، يجب أن يعود وبقوة ليحتل صدارة المشهد الأنثوي، لكي يعود الرقي وتعود الأخلاق ونصل بالمجتمع لمرحلة الإستئناس بالجمال وليس الطمع فيه.