عبور 54 سفينة.. وأهالى القناة يودعون قوات التأمين بـ«الورود»
عبور 54 سفينة.. وأهالى القناة يودعون قوات التأمين بـ«الورود»
أهالى إسكندرية احتفلوا بافتتاح قناة السويس الجديدة
«المحروسة» يتوجه للإسكندرية.. والمحافظ يحتفل «بالتريننج» مع المواطنين
مسيرة للأطفال لتوجيه الشكر إلى «السيسى».. وطفلة: تمنيت أن أكون مكان «عمر»
جاء اليوم الأول بعد افتتاح قناة السويس الجديدة حافلاً بالتفاصيل التى شهدتها محافظة الإسماعيلية، من حركة السفن العابرة ومغادرة قوات الأمن التى شاركت فى عمليات تأمين الافتتاح لمديريات الأمن التابعة لها بعد انتهاء مهمتها، فيما غادر يخت «المحروسة» مياه القناة متوجهاً إلى الإسكندرية، ونظم الأطفال مسيرة حاشدة لتوجيه الشكر للرئيس، وشد عمال الكراكات رحالهم للبدء فى تنفيذ مشروع شرق التفريعة، وانقطعت الكهرباء لفترة طويلة، فيما تجول المحافظ فى ميادين المحافظة «بالتريننج».. فى هذا التقرير ترصد «الوطن» معايشتها لليوم الأول بالإسماعيلية بعد افتتاح القناة.
قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس: شهد المجرى الملاحى الجديد لقناة السويس عبور 54 سفينة بعد تدشين القناة، وبلغ عدد السفن التى عبرت المجرى فى قافلة الجنوب 22 سفينة، بينما شهدت قافلة الشمال عبور 32 سفينة مقبلة من البحر المتوسط.
وأعلن «مميش» أن العمل سيبدأ اليوم السبت فى ميناء شرق بورسعيد، وفقاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أوكل العمل بها لهيئة قناة السويس، وأضاف أنه بالفعل تم الانتهاء من الرسوم الهندسية الخاصة بالميناء، على أن تبدأ أعمال التكريك اليوم، مؤكداً أن القناة الجانبية التى يتم الاستعداد لحفرها يبلغ طولها 9 كيلومترات، وستكون رئة لميناء شرق بورسعيد وتستهدف بناء أكثر من محطة حاويات وستسهم فى دخول وخروج السفن من وإلى منطقة ميناء بورسعيد. وأشار إلى أن 6 ملايين حاوية تمر خلال العام، ومن المستهدف رفعها إلى أضعاف هذا الرقم بعد أعمال التطوير. وأضاف أن القناة الجانبية سوف تعمل على جذب الخطوط الملاحية الجديدة، وأن مدة الحفر سوف تستغرق 7 شهور أو أقل، معرباً عن سعادته بخروج المجرى الجديد إلى النور بمباركة الرئيس السيسى.
ومع بداية استعداد القوات الأمنية الكبيرة لمغادرة المحافظة، التف المواطنون حول التمركزات الأمنية للضباط لتوديعهم مرددين عبارات الشكر والامتنان على المجهودات الكبيرة والمعاناة التى تكبدوها فى درجات الحرارة العالية وساعات العمل المتواصلة، فيما قام جموع المواطنين بتأدية التحية العسكرية للضباط والأفراد وتوزيع الفل والياسمين عليهم تقديراً لمجهوداتهم، فيما هتف عدد من المواطنين لجهاز الشرطة ورجال الجيش. وقال مراد فاروق، من أبناء المحافظة: «أكثر ناس تعبوا فى الأيام اللى سبقت الافتتاح، أدوا واجبهم على أكمل وجه، لذا كان علينا تأدية التحية العسكرية لهم اعترافاً بمجهوداتهم الكبيرة فى تأمين الحفل والمواطنين وخروج الاحتفالية بأمان وسلام». وأضافت روحية عبدالفتاح، ربة منزل: «غزلت الفل بإيدى والياسمين كمان، ولبسته لكل ضابط ومجند قابلته فى سكتى، الجميع بذل مجهود وربنا معاهم وفعلاً كانوا منورين المحافظة ربنا يحميهم ويبارك فيهم».
الحاجة منى أحمد، سيدة عجوز، قررت أن تستقطع من معاشها الشهرى أموالاً لشراء الأعلام، وكتبت أشعاراً للجيش وقناة السويس الجديدة قالت: «مالقتش جوايا غير العبارات الوطنية أكتبها على أعلام مصر وأوزعها على الضباط والعساكر وعمال المشروع، هدية منى ليهم وأكتب كل خواطرى عليها عشان يحسوا باللى جوايا من ناحيتهم».
واستكمالاً لمظاهر الاحتفال بافتتاح القناة الثانية، فوجئ جموع «الإسماعيلاوية» الذين سهروا حتى الصباح أمس، بوجود اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، يرتدى «تريننج رياضى» ويرفع علم مصر وسط الجماهير مردداً «تحيا مصر». وفى تصريح لـ«الوطن» قال: «رغم أن اليوم كان شاقاً للغاية ومزدحماً بالعديد من التفاصيل، فإننى أشعر بالسعادة فى نهايته». ثم وجه المحافظ التهنئة لجموع الشعب المصرى على نجاح مراسم الاحتفال وعلى خروج مشروعهم الكبير إلى النور. واستمراراً للحدث الكبير سيشهد المسرح الفرعونى العملاق، الذى أقيم ضمن فعاليات الافتتاح، عدداً كبيراً من الاحتفالات التى ستتم إقامتها على هامش احتفالات المحافظة بتدشين القناة الجديدة، حيث من المقرر أن يشهد المسرح اليوم السبت احتفالاً غنائياً كبيراً، فضلاً عن عدد من العروض الفنية المختلفة التى ستتيح لعدد كبير من مواطنى المحافظة الحضور والمشاركة بها. ووسط هتافات عدد كبير من مواطنى المحافظة، غادر يخت «المحروسة» مجرى القناة الثانية فى اتجاه البحر المتوسط، ليعود مجدداً إلى الأكاديمية البحرية بالإسكندرية.
مظاهر الفرحة بافتتاح القناة الجديدة، امتدت إلى خطبة المساجد فى صلاة الجمعة، وأعلن عدد من أئمة المساجد عن وجوب الدعاء لمؤسسات الدولة أهمها الجيش والشرطة والقضاء، وأعلن خطباء المساجد أن أى بلد مستقر ومتقدم يجب أن يكون به 3 مؤسسات قوية يدعمها الشعب هى الجيش والشرطة والقضاء، وحذر خطباء المساجد من محاولة النيل من تلك المؤسسات التى هى عنوان نصر واستقرار البلاد.
وفى إطار الاحتفالات، قال محمد الشافعى، من أبرز عمال الكراكات التابعة لهيئة قناة السويس: لم أصدق أننى الآن أمام واقع جديد، لم أصدق أننا انتهينا، مياه القناة لم تتدفق بسهولة، فنصفها عرق ونصفها مياه، الجميع بذل كل ما لديه والحمد لله على تحقيق النجاح، الحمد لله أننا كنا على قدر المسئولية، الحمد لله على سعادة الشعب المصرى ورفع رأس المصريين عالياً، والآن ننتظر العمل فى تفريعة شرق بورسعيد وهو مشروع عملاق اقتصادياً أيضاً.
ونظم أطفال الإسماعيلية مسيرة حاشدة أمس رفعوا خلالها صور الرئيس السيسى، وسرعان ما انضم لهم عدد كبير من الشباب وكبار السن. وقالت لوجى عصام (9 سنوات): فرحت كثيراً عندما وقعت عينى على مشهد وجود طفل بين أحضان الرئيس وتمنيت كثيراً أن أكون مكانه وعندما علمت أنه من إخوتى مرضى السرطان بكيت كثيراً. وأضافت: الأطفال بيحبوا بلدهم وإحنا فى المسيرة دى بنقول لرئيس مصر «بنحبك يا سيسى».