«إيمان» اشترت فستان الفرح و«الجمرة الخبيثة» أجلت الزفاف
«إيمان» اشترت فستان الفرح و«الجمرة الخبيثة» أجلت الزفاف
صورة أرشيفية
المرض يأكل جسدها.. والفتاة: «نفسى أعيش»
كانت تستعد للزفاف، مرت أيام طويلة تبحث استعداد ليلة زفافها، انتهت من شراء فستان الفرح والطرحة، كأى عروس تنتظر يوم العرس بفارغ الصبر، فجأة انهار كل شىء. «عندك جمرة خبيثة» عبارة سمعتها بعد تشخيص طويل أطاحت بكل شىء، «إيمان» لجأت لتأجيل زواجها لحين العلاج، لكنّ عامين دون أن تتحسن حالتها، بل تزداد سوءاً للمرض اللعين.
كتلة سوداء تشبه «الحسنة» فى ثديها، لم تشغل بال «إيمان سيد» التى تخطت العقد الثالث، وما زالت فى منزل العائلة، ليس بسبب فوات قطار الزواج وإنما بسبب مرضها الخبيث الذى أصابها وأربك حياتها التى خططت لها. هل ستخضع للكيماوى، أما الاستئصال؟ كلا الخيارين كان أمام الأسرة البسيطة التى تسكن منطقة البراجيل، أحلاهما مر، والإمكانيات المادية البسيطة تزيد من المعاناة، تقول بصوت متهدج تملؤه الحسرة واليأس «أنا كنت بشتغل عاملة نظافة، لكن لما المرض تملك منى ما بقتش بقدر أتحرك، تتمنى لو كانت «طفلة» حتى تستطيع دخول مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال مجاناً.
عامان متواصلان تؤجل «إيمان» زواجها خوفاً من سقوط شعرها، واستئصال أجزاء من جسدها، تنتظر حلاً يزداد صعوبة مع تدهور الحالية بمرور الوقت، «الجمرة» التى أحدثت تجويفاً عميقاً فى ثديها أثر على حركة يدها اليمنى حتى توقفت عن الحركة تماماً، تنظر إلى جسدها وتدعو بالشفاء حيناً، وتتمنى الموت حيناً آخراً: «هبقى عروسة إزاى وأنا بينى وبين الموت خطوات لو ما اتعالجتش، ليه أربط إنسان بيا وبعدين أسيبه، ورغم أنه قابل وبيحبنى إلا إنى خايفة أموت»، تعلم أن اكتشافها طبيعة المرض متأخراً ساهم فى تقليل فرص العلاج: «حالتى صعبة، وأوضاعى المادية ضعيفة. كان عندى أحلام كتير، بس المرض اللى بينخر فى جسمى بيقضى على أحلامى وفرحتى»، تستدرك بعد أن امتلأت عيناها بالدموع: «نفسى أعيش».