صراع «الثقافة» و«الآثار» يهدد أم كلثوم ومحفوظ
صراع «الثقافة» و«الآثار» يهدد أم كلثوم ومحفوظ
متحف نجيب محفوظ.. حلم ينتظر التنفيذ
ما زال حلم إنشاء متحف لأديب نوبل «نجيب محفوظ»، يحوى مقتنياته ويحفظ تراثه النادر، قائماً، رغم أنه طال انتظار «شلة الحرافيش» الذين حملوا حلمهم وذهبوا به إلى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى الذى وافق على منحهم أحد المبانى التراثية، وهو وكالة «أبوالدهب»، لتكون مقراً له، وما مضت إلا شهور عقب قيام الثورة، وبعد فصل وزارتى الثقافة والآثار، فوجئ الحرافيش بموظفى الآثار يحتلون المبنى، فيما يعانى متحف «أم كلثوم»، المقام بقصر «المانسترلى» بالمنيل، من الإهمال نتيجة خيوط العنكبوت والحوائط المتهالكة والأتربة التى تعلو مجوهرات كوكب الشرق وفساتينها النادرة، وتوقف أجهزة العرض الصوتية والشاشات، أما الحديقة فتحولت إلى ملتقى للعشاق نهاراً، ومقر لمتعاطى المخدرات ليلاً، فى ظل غياب أمنى تام، وأزمته تكمن فى كونه حائراً بين الوزارتين فالمتحف يتبع الثقافة، والأخرى تشمل الكوبرى ومقياس النيل، وقصر المانسترلى يتبع «الآثار».
وأسفرت محاولات ومراسلات واجتماعات بمجلس الوزراء عن نقل متحف «محفوظ» إلى قصر «بشتاك» الأثرى المحتل هو الآخر من قِبل عائلة سقط منزلها المجاور للمبنى، ولم يجد أصدقاء «محفوظ» بداً من مناشدة المصريين الاكتتاب لإقامة متحف لأديب نوبل، بعيداً عن صراعات الحكومة، وما هى إلا أيام حتى خرج وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، أمام الضغط الشعبى والإعلامى، ليؤكد إقامة المتحف فى وكالة «أبوالدهب»، ومن جديد عاد ليضع «العقدة فى المنشار»، ليؤكد أنه نقل الموظفين للأدوار العليا من المتحف، وهو ما رفضه المثقفون، مؤكدين استحالة ذلك، خاصة أن التصور كان يضم قاعة عرض لأفلام نجيب محفوظ، ومكتبة سمعية كما أن ذلك يستحيل فى وجود موظفين يترددون على المكان.
وقال الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لـ«الوطن»، إنه سيتم نقل المكاتب إلى الأدوار العليا خلال أيام، وسيتم إخلاء الدور الأرضى تمهيداً لتسليمه لوزارة الثقافة لإقامة المتحف، وستوضع مجموعة من الاشتراطات للحفاظ على الأثر، منها ألا تركب أو توضع أى «فتارين» زجاجية على الحوائط الأثرية، ويقتصر وجود المتحف على وضع المعروضات فقط دون إضافة أى عناصر معمارية من شأنها إفقاد الأثر أثريته، بدوره، ناشد الأديب يوسف القعيد، الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل حتى لا يصبح المتحف الذى هو مطلب قومى ضحية للصراع الإدارى بين الوزارات، أو بمعنى أصح «خناقة الوزراء».
وأكد «القعيد» أن وزارة الآثار سارعت لاحتلال المبنى عقب بدء الخطوات التنفيذية لإقامة المتحف، حيث فضّلت تحويله لمقر للمفتشين على إقامة المتحف.