تساءل الجميع أين كان الرئيس مرسى يوم الأربعاء الماضى أثناء الهجوم الذى شنته ميليشيات الإخوان على المعتصمين أمام الاتحادية؟
أرسل لى د.يحيى طراف، أستاذ جراحة عظام الأطفال نفس التساؤل قائلاً «إذا لم يخرج مرسى لشعبه فى ليلة كهذه وهم يتقاتلون على عتبة قصره، فمتى عساه سوف يخرج؟ ليس هذا بالموقف الذى يحتجب فيه رئيس البلد فلا تسمع له ركزا، والشعب قد انقسم على نفسه على مرمى حجر منه. ليس سكوتك يا مرسى اليوم من ذهب ولا من فضة ولا حتى من نحاس، هذا موقف خرس الزعيم فيه وصمته ليس فضلاً كبيرا».
لقد أعاد خيرى رمضان فى برنامجه على قناة «سى.بى.سى» إذاعة مقطع من حلقة سجلها مع المرشح مرسى بتاريخ ١٢/٥/2012 إبان الإعداد لانتخابات الرئاسة، قال فيها مرسى -رداً على سؤال افتراضى- إنه لو كان رئيساً لمصر، وكان فى زيارة لإحدى الجامعات، فنشب فى حضوره اشتباك بين شباب الجامعة وشباب الإخوان بالأيدى وبالعصى، وأصر حرسه على رحيله حرصاً على حياته، فإنه سوف يرفض الانصراف لأن دم رئيس الجمهورية ليس بأغلى من دم أى فرد من شعب مصر، وأنه سوف يخرج للطرفين المتقاتلين فى حرم الجامعة ليمارس واجبه كرئيس الدولة فى حقن الدماء ووأد الفتنة ولم الشمل. ولقد دوّت من داخل الاستوديو عاصفة من التصفيق لهذا الرد من مرشح الرئاسة، وارتسمت على وجه خيرى رمضان ابتسامة تعلن ارتياحه ورضاه بهذا الرد.
وتمر الأيام، وإذا بالموقف الافتراضى يتحقق، وإذا بالقتال والصراع والفتنة تدب بين أبناء الشعب المصرى الواحد على أعتاب بيت الرئيس، وتحت سمعه وبصره. فإذا بكلام المرشح مرسى أمس يضيع أدراج الرياح، وإذا بالرئيس مرسى يلتزم الصمت ويحتجب داخل قصره كعذراء فى خدرها، فلا خرج إليهم، ولا حتى ألقى بياناً متلفزاً. فى ليلة ظلماء كهذه ليس أظلم منها فى تاريخ مصر، التمس الناس بدراً فى السماء فلم يجدوا، ولن يجدوا من الآن فصاعداً سوى الظلمات والليالى الكوالح، فلقد وسد الأمر إلى غير أهله.