«ألبوم» صور
«ألبوم» صور
رضا
فى أحد شوارع القناطر الخيرية، تقف داخل الكشك الخاص بها تُقلّب فى ألبوم الصور الذى تحتفظ به، ويحمل كل ذكرياتها، لم تفوّت «رضا سليمان»، موقفاً فى حياتها إلا وسجلته فى صور احتفظت بها فى الألبوم، وبين الحين والآخر تجلس مسترجعة ذكرياتها، وهى تقلب فى صفحاته. منذ أكثر من 30 عاماً، كانت الأحوال قاسية عليها مع زوجها «عيد»، كانا يسيران فى الشوارع يبيعان زجاجات المياه الغازية ومعدات الصيد على نيل القناطر، كان يعانى من إعاقة فى قدمه، وكانت هى لا تتركه: «ماكانش حيلتنا حاجة، شقينا جامد». تقلب «رضا» الصفحات، وتروى مزيداً من الحكايات: «دول ولادى، ولد وبنتين، كانت عيشتنا صعبة فى الأول لحد ما بقى عندنا كشك للورد». تضحك «رضا» وهى تُقلب فى الألبوم، وتقول: «أنا أهو وأنا صغيرة»، ثم تؤكد أنها اختلفت تماماً عن الماضى، خاصة بعد تحسّن أحوالهم المادية: «محدش بيسيب حد فى حاله، الناس بقت وحشة قوى، وبيبصوا لغيرهم». ثم تغلق الألبوم، وتقول: «اللى بيريحنا دلوقتى أننا بنشوف الورد، مع أن ريحته مابقيتش فيه، بس باحب كل ألوانه».