اليوم.. جمعة غضب الأطباء ضد ممارسات الأمن
د. منى مينا خلال مؤتمر سابق لنقاب الأطباء
تعقد النقابة العامة للأطباء جمعية عمومية طارئة، اليوم، تحت شعار «يوم الكرامة» فى إطار جمعة الغضب، التى أعلنت عنها منذ عدة أيام لبحث آليات حماية أعضائها، والمطالبة بوجود قانون يغلظ العقوبة على من يعتدى على المؤسسات الصحية أو الأطباء، وحماية النقابة من شبح فرض الحراسة، وذلك على خلفية قضية اعتداء عدد من أمناء الشرطة على طبيبين بمستشفى المطرية التعليمى قبل أسبوعين.
وقال الدكتور حسين خيرى، نقيب الأطباء، إنه سيساند أعضاء النقابة لاسترداد حقوقهم، وعدم تعرضهم فى المستقبل لأى نوع من المهانة، مؤكداً أنه سيتقدم باستقالته من منصبه إذا ما انحرفت الجمعية عن مسارها، واتخاذ قرارات من شأنها تعميق معاناة المرضى، فى إشارة إلى دعوات البعض لإعلان الإضراب الجزئى فى المستشفيات.
«الأطباء» تعقد عمومية «يوم الكرامة» لبحث آليات حماية أعضائها.. والنقيب يهدد بالاستقالة إذا دعت الجمعية لـ«الإضراب الجزئى» فى المستشفيات
وأضاف «خيرى»، لـ«الوطن»: «لست مع الدعوة إلى الإضراب الجزئى، ونعمل فقط على تحقيق مطالب الأطباء، دون إخلال بحقوق المرضى أو تعريض حياتهم للخطر، وهناك مطالب عامة تم الاتفاق عليها بين الأطباء ومجلس النقابة، نعمل على تنفيذها دون الدعوة إلى الإضراب».
وقالت الدكتورة منى مينا، وكيل النقابة، إن الجمعية العمومية تنعقد اليوم، ليس فقط لبحث تطورات حادث المطرية، وإنما لحشد الأطباء للحفاظ على نقابتهم فى مواجهة دعوات فرض الحراسة عليها، مؤكدة على خروج اجتماع اليوم بقرارات حاسمة.
وأضافت «مينا»، لـ«الوطن»، أن النقابة تقدر الخطوة الإيجابية التى اتخذت بالتحقيق مع 9 من أمناء الشرطة المعتدين على مستشفى المطرية، مؤكدة على تمسك النقابة بمطلبين غاية فى الأهمية؛ الأول: إحالة المعتدين إلى المحاكمة الجنائية، وهو ما نرجو أن يتحقق سريعاً، والثانى: ضرورة عقد الجمعية العمومية حتى فى حالة تلبية المطلب الأول، وفى هذه الحالة سيكون التركيز على المقترحات الضرورية لمنع تكرار ظاهرة الاعتداء على الأطباء.
«منى مينا»: هناك مخاوف من فرض الحراسة علينا وسنخرج بقرارات حاسمة.. و«الطبيب المعتدى عليه»: نسعى لإيجاد بدائل للحفاظ على كرامتنا.. والإعلام يضغط علينا للتنازل
ونوهت وكيل «الأطباء» بأن الاجتماع سيناقش أيضاً مصير الأطباء المحتجزين بالسجون، وأبرزهم الدكتور طاهر مختار، المحتجز دون توجيه أى تهمة له، بحجة أن لديه قائمة بأسماء حالات يتابعها بالسجون، عندما كان مكلفاً بمتابعة الحالة الصحية لبعض المحتجزين، وأضافت أنه عندما قدمت النقابة ما يثبت أن الطبيب يقوم بدوره المكلف به من قِبل النقابة، وجهوا له تهمة المشاركة فى أعمال عنف فى ذكرى الثورة، وتابعت «مينا»: إن ثورة 25 يناير لم تكن أعمال عنف، ولكنها ثورة شعب، وإن كانت تهمة فلنا شرف المشاركة فيها، لافتة إلى أنه من ضمن أعضاء النقابة الذين تم احتجازهم الطبيب أحمد سعيد، الذى عاد من الخارج للمشاركة فى تطوير بلاده، لكن تم إلقاء القبض عليه دون توجيه أى اتهامات له حتى الآن، داعية الجميع إلى العمل لكى يحصل كل المواطنين قبل الأطباء على حرياتهم.
وأشارت وكيل النقابة إلى أن تسجيل الحضور بالجمعية سيبدأ من الساعة 10 صباحاًَ، على أن تنعقد فى الواحدة ظهراً فى حالة اجتماع النصاب القانونى، وسيتم وضع شاشات عرض ومقاعد إضافية لاستيعاب الحضور، وأن النقابات الفرعية قررت تسيير حافلات لنقل أعضائها إلى مقر النقابة العامة بالقاهرة.
«هيثم الحريرى»: لا يمكن حل مجلس «الأطباء» إلا بحكم قضائى.. وطبيب بالمستشفى: لا نريد إضراباً ولن نتخلى عن المرضى ويجب تقديم أمناء الشرطة للمحاكمة
وقال الدكتور أحمد السيد، الطبيب المعتدى عليه بمستشفى المطرية، إن مطلبه الوحيد فى الجمعية العمومية هو محاكمة أمناء الشرطة لردعهم حتى لا تتكرر الواقعة مع أحد زملائنا، وأضاف، لـ«الوطن»: «نسعى لإيجاد بدائل للحفاظ على كرامتنا، والإعلام شن هجمة علينا بالحديث عن إهمال الأطباء بالمستشفيات، وآخره حادث رمد طنطا، وأن هذه الحملة تهدف للضغط علينا للتنازل عن حقوقنا والتراجع عن مطالبنا بمحاكمة أمناء الشرطة».
وأوضح «السيد» أن الهدف الرئيسى من الدعوة إلى الجمعية العمومية الطارئة هو مناقشة الاقتراحات والمطالب المقدمة من جموع الأطباء على مستوى الجمهورية والتصويت عليها، والبحث عن طريقة لتحقيقها حفاظاً على كرامة الأطباء، متوقعاً حضور عدد كبير من زملائه والمتضامنين مع النقابة، مشيراً إلى أن الدعوة للتصويت على «الإضراب الجزئى» هى حق مشروع للأطباء، وهناك اقتراحات بالتصويت عليه، فى اجتماع اليوم، موضحاً أن الإضراب هو وسيلة ضغط لتحقيق مطالبنا. وقال الدكتور محمد فوزى، طبيب بمستشفى المطرية التعليمى، إن الطبيب المصرى هو الوحيد فى العالم الذى يعمل بأجر ضئيل وهو الوحيد الذى يعمل فى أكثر من مكان لتوفير لقمة العيش، وأضاف: نحن لا نريد إضراباً ولن نتخلى عن المرضى كما يردد البعض لأننا نعلم جيداً أن بلدنا لا يحتمل هذا النوع من الاحتجاجات فى هذه الفترة الحرجة، ولكن لنا بعض المطالب المهمة أبرزها: تقديم أمناء شرطة المطرية للمحاكمة، وحماية الأطباء والتمريض بشكل كافٍ فى المستشفيات ومنع الإعلام من الهجوم علينا دون وجه حق، والحفاظ على كرامة الطبيب واحترامه وتكريمه.
وقال هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب، فى تصريحات له أمس، إنه لا يمكن حل مجلس نقابة الأطباء إلا بحكم قضائى، مضيفاً أن دعوة النائب أحمد العرجاوى، عضو مجلس النواب، لحل النقابة مرفوضة، مؤكداً أنه لا بد من مساندة النقابة فى القضايا التى تتبناها سواء رفض القانون أو الوقوف الحازم ضد اعتداء أفراد الشرطة على الأطباء.