منذ بدء الخليقة، وبسط البسيطة، ووجود الإنسان، ظهرت الحاجة للتعبير عن الرغبات وتوصيل الأفكار ونقل الأخبار، فكانت الإشارات ثم الصيحات ثم الكلمات، ثم تبلور كل ذلك في اللغات.
منذ قديم الأزل، والجماعات تسعى للحفاظ على حدودها واستقلالها ومصالحها الداخلية منها والخارجية، وعرفنا تكوين التكتلات، والاتحادات، والاتفاقيات بين العشائر قبل الدولة، ثم في الدول بعد ذلك.
دائمًا ما استدعى مرور الزمن تطورًا ملحوظًا في شتى مجالات الحياة، من أول الطعام والمسكن والملبس، والتي تُعد من الحاجات الأساسية للوجود، حتى نصل للكماليات والإضافات التي يمكن الاستغناء عنها.
خلق الله آدم عليه السلام، وعلمه الأسماء كلها، وأسكنه الجنة، ثم هبط به إلى الأرض، و أعطاه من المقومات ما يكفيه كبداية لكي يحافظ على حياته.
تقف وحيدًا على مفترق الطرق.. و تنكس رأسك.. تنظر نظرة منكسرة على شبح يبتعد.. يلتهمه الظلام.. لا تدري هل التفت لتوديعك حقًا؟ أم أن عقلك نسج تلك الذكرى من إبداعات مخيلته حتى لا تتهم ذلك الشبح بالتقصير في الوداع، تأخذ المنعطف إلى طريق أخر، وتمضي بالمسير.. تذوب وسط الظلام.. تلقي نظرة مودعة على مفترق الطرق الذي فارقته منذ لحظات.. يساورك شك مخلوط بالأمل بعودة ذلك الشبح.. يعود مقتحمًا الظلام.. مبددًا الوحدة.. يعدُك بعدم الفراق، ويقتحم معك المجهول.
"أيدولوجية، وعقلية"، كلمات يفزع منها العامة، ويتبادر إلى أذهانهم الإخوان والجزيرة، و من ورائهم أمريكا، فهل سألنا أنفسنا نحن أصحاب الفكر لماذا؟ لماذا ذلك التوجه العدائي ضد تلك الألفاظ؟ لماذا تلك العدوانية ضد أي شخص يتحدث عنها؟ لماذا الربط بينها وبين المخططات "الصهيوأمريكية" و"الأنجلوتوراتية" و"الأسيوأوروبية؟!"، وأتحدى أن تفهم كلمة مما أقول!.
ومرت الأيام.. وفات عام ثم عام، وأتى يوم عالمي آخر للجنس اللطيف.. يوم المرأة العالمي. لا أدري لماذا يخصصون هذه الأيام العالمية، فهي لا تضيف ولا تنقص، يتحدثون و يتحدثون، وتملأ الكلمات المثالية أفواههم في المحافل الدولية، ثم لا نرى تنفيذ، وبالذات في مصرنا الحبيبة، فمعظم الرجال يعيشون دور سي السيد!.