للأسف.. اعتدت أن أستحضر وجودك وقت الغياب بدلا من أن اعتاد استحضار غيابك عند الوجود ولا أعلم لماذا؟ مع أن وجودك هذا.. هو سبب ألمى المعهود
رغبت فى أن أغيب يوما فيذكرونى فوجدت أنى.. قد فعلت بيدى ما يشقينى! فعودت من أحب أن أذكرهم خصيصا حين ينسونى
أى حكمة تلك التى تحملها بين جنباتها كيف استطاعت أن تظلم ذاتها؟ كيف يكون القرب والبعد خطأها؟ كيف إن كانت البداية عنده والنهاية عنده
عزيزى فيما نتحدث؟ إن كانت الكلمه تفارق الصدى والحرف يبحث عن المعنى
نجد الحب دوما متكرراً متجدداً وكثيراً فى كل الأفلام والمسلسلات المثيرة لكن فى الواقع هو قد يجئ مرة.. وقد لا نراه أبداً
اسمُك يأتى إلى مجرداً من أى عيب أو خطأ.. لكن قبل أن ترحل تقفز الجراح لتتعلق بثوبه..! فلا هى ترحل معه.. ولا هى تعود مدفونه بأعماقى.. كما كنت فى البداية
كثيراً كثيراً.. كذّبت إحساسى لكن لم يكن.. أبداً بهذة القوة ولم أتمن أبداً.. أن أكذبه بل أدفنه.. مثل هذه المرّه يا عالمى القاسى.. بل يا ربى
تَطلب منّى أن أُناضل.. وأن أُحارب، وأن أُسالم وأن أُعادى كيف تطلب كل ذاك منى؟! وأنا متعبة حتى التمنّى! يا عزيزى لو تبحث قليلاً لوجدتنى ضائعة منّى
يأتي اليوم التالي.. يوم الوليمة تبدأ زهرة رحلة شقاء جديدة من أول إعداد الحلو حتى ترتيب الشقة في أبهى صورة ثم تسخين ما يجب تسخينه أو تسويته ما لم تتم تسويته على النار أو في الفرن. في الظهيرة يأتي عبدالعال مصطحبًا الرجال ونساءهم، يدخل عبدالعال والرجال إلى غرفة المعيشة وتصطحب زهرة النساء إلى غرفة أخرى بعيدة وتعود إلى المطبخ.. يدخل عبدالعال المطبخ في سرعة ويسألها: كل حاجة جاهزة؟.
زهره توقظ عبد العال في صباح يوم باكر وهي مجهزة الإفطار وكل شيء يقوم عبدالعال يغتسل ويجلس للإفطار زهره: عبد العال.. هو احنا مش هنسافر بقى؟ عبد العال: نسافر فين؟ زهرة: نسافر الشرقيه.. نسافر الخارج.. أهو نسافر أي حته وخلاص!!
البداية المعتادة ليوم معتاد أيضًا، وصباح الخير يا بلادنا، عبدالعال يقوم يصحي زهرة بأسلوبه الرقيق.. زهرة تقوم متبرمة لتعد الإفطار له ثم يأمرها أن تنزل للطابق الأرضي لأله فتقول له: حاضر.
اللي يقولك ده عمال يعيد، ويزيد ولا كأنها سيرة أبو زيد الهلالي.. ما عندوش حق نهائي!. يعني حكايات أبوزيد الهلالي كان فيها "سسبنس" كده وإثارة، ويدخل السجن ويطلع من السجن، ويسافر بلاد الـ"واق واق" ويرجع ويلاقي أبوه مش أبوه. لكن الحياة الواقعية الحقيقية غير كده خالص!.
بالنسبه لجميع البنات العاديات غير المعقدات أو المكلكعات أو المكعبلات، يظل ذلك الحلم بتاع إنها تبقى واقفة في الشرفة "البلكونة"، ويجي الأمير على حصانه الأبيض.
كان فى أشد أيام الابتلاء.. حتى جاء الليل ونظر حوله فوجد نفسه فى طريق مُجاوِر لبيتهم، شارعهم الذى لم يهدأ قط من فرط السيّارات التي تمر به طيلة اليوم... لكنَّه كان يوما عجيبا.